وتساويهما، مريب؛ أي: موقع في القلق والاضطراب من الريبة، والريبة قلق النفس واضطرابها، وفي "القاموس": أراب الأمر، صار ذا ريب.
﴿وَاسْتَقِمْ﴾ أصله: استقوم بوزن استفعل نقلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت ثم حذفت لالتقاء الساكنين. ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ فيه إعلال بالإبدال، أصله: أهوايهم من الهوى، أبدلت الياء همزة لتطرفها إثر ألف زائدة. ﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ﴾ أصله: يحاججون بوزن يفاعلون، أدغمت الجيم الأولى في الثانية. ﴿اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ فيه إعلال بالنقل والتسكين والقلب، أصله: استجوب بوزن استفعل، نقلت حركة الواو إلى الجيم، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياء حرف مدّ. ﴿دَاحِضَةٌ﴾ باطلة، وفي "المختار": دحضت حجته بطلت، وبابه خضع، وأدحضها الله، ودحضت رجله زلقت، وبابه قطع، والإدحاض الإزلاق، والدحض بتشديد الدال وسكون الحاء المهملتين، وبفتح الحاء أيضًا، وآخره ضاد معجمة هو الزلق. ﴿وَالْمِيزَانَ﴾ أصله: الموزان مفعال من الوزن، قلبت الواو ياء لسكونها إثر كسرة، والوزن معرفة قدر الشيء بآلة. ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ من الإدراء بمعنى الإعلام؛ أي: أيّ شيء يجعلك داريًا؛ أي: عالمًا بحال الساعة. ﴿قَرِيبٌ﴾؛ أي: شيء قريب، أو قريب مجيئها، وإلا فالفعيل بمعنى الفاعل لا يستوي فيه المذكر والمؤنث عند سيبويه. فكان الظاهر فيه أن يقال: قريبة لكونه مسندًا إلى ضمير الساعة، إلا أنه قد ذكر لكونه صفة جارية على غير من هي له.
فائدة: فإن قلت: متى يستوي المذكر والمؤنث؟
قلت: يستوي المذكر والمؤنث في خمسة أوزان:
الأول: فعول بفتح الفاء، بمعنى، فاعل كرجل صبور بمعنى صابر، وامرأة صبور بمعنى صابرة، ولو كان فعول بمعنى مفعول، لحقته التاء الفاصلة جوازًا نحو: جمل ركوب وناقة ركوبة.
والثاني: فعيل بمعنى مفعول، نحو: رجل جريح، وامرأة جريح، بمعنى مجروحة، فإن كان فعيل بمعنى فاعل، لحقته التاء الفاصلة، نحو: امرأة رحيمة وظريفة.


الصفحة التالية
Icon