أولئك المكذّبين، وذكر أن عليهم أن يرعووا قبل أن تجيء الساعة التي بدت علاماتها بمبعث محمد - ﷺ -، والذكرى لا تنفع حينئذٍ.
ثم أمر رسوله - ﷺ - بالثبات على ما هو عليه من وحدانية الله، وإصلاح نفسه بالاستغفار من ذنبه، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات، والله هو العلم بمنصرفكم في الدنيا، ومصيركم إلى الجنّة أو إلى النار في الاخرة.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ...﴾ أخرج (١) ابن أبي حاتم عن ابن عباس: أنها نزلت في أهل مكة ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ قال: هم الأنصار.
وأخرج عن قتادة في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قال: ذكر لنا أنّ هذه الآية نزلت يوم أحد ورسول الله - ﷺ - في الشعب، وقد نشبت فيهم الجراحات والقتل، وقد نادى المشركون يومئذٍ: أعل هبل، ونادى المسلمون: الله أعلى وأجل، فقال المشركون: إنّ لنا العزّى، ولا عزّى لكم، فقال رسول الله: - ﷺ - "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".
قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً...﴾ إلخ. سبب نزولها: ما أخرجه أبو يعلى عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله - ﷺ - تلقاء الغار.. نظر إلى مكة فقال: "أنت أحبّ بلاد الله إليّ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك.. لم أخرج منك، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ...﴾ الآية.
قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ...﴾ الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن المنذر عن ابن جريج قال: كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبيّ - ﷺ -، فيسمع المؤمنون منه ما يقول ويعونه، ويسمعه المنافقون فلا يعونه، فإذا

(١) لباب النقول.


الصفحة التالية
Icon