معاشكم ومتاجركم في الدنيا ﴿وَمَثْوَاكُمْ﴾؛ أي: مكان ثوائكم وإقامتكم في الآخرة، وقيل (١): متقلّبكم في أعمالكم نهارًا، ومثواكم في ليلكم نيامًا، وقيل: متقلبكم في أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات، ومثواكم في الأرض، أي: مقامكم فيها، قال ابن كيسان: متقلبكم من ظهر إلى بطن في الدنيا، ومثواكم في القبور، فلا يأمركم إلا بما هو خير لكم في الدنيا والآخرة، فبادروا إلى الامتثال بما أمركم به، فإنه المهم لكم في المقامين.
والمعنى (٢): أي والله يعلم تصرفكم في نهاركم، ومستقركم في ليلكم، فاتقوه واستغفروه، فهو جدير بأن يتقى ويخشى، وأن يستغفر ويسترحم.
والخلاصة: أنه تعالى عالم بجميع أحوالكم، فلا يخفى عليه شيء منها، وإن دق وخفي، فراقبوه، ونحو الآية قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾، وقوله: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٦)﴾.
الإعراب
﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (٢)﴾.
﴿الَّذِينَ﴾: مبتدأ، وجملة ﴿كَفَرُوا﴾: صلة. ﴿وَصَدُّوا﴾: معطوف على ﴿كَفَرُوا﴾ ﴿عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ متعلق بـ ﴿وَصَدُّوا﴾. ﴿أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾: فعل ماض وفاعل مستتر يعود على ﴿اللَّهِ﴾ ومفعول به، والجملة: في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة: مستأنفة. ﴿وَالَّذِينَ﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة. ﴿الَّذِينَ﴾: مبتدأ، وجملة ﴿آمَنُوا﴾: صلة. ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: معطوف على ﴿آمَنُوا﴾. ﴿وَآمَنُوا﴾: معطوف عليه أيضًا. ﴿بِمَا﴾: متعلق بـ ﴿آمَنُوا﴾. ﴿نُزِّلَ﴾: فعل ماض مغير الصيغة ونائب فاعل مستتر.

(١) الشوكاني.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon