الثمرة اليانعة لتلك الكيفية، وهي النصر والفتح.
٢ - في كلتا السورتين ذكر محمد والفتح، وذكر المؤمنين المخلصين والمشركين والمنافقين.
٣ - وفي السورة السالفة أمر النبيّ - ﷺ - بالاستغفار لذنبه، وللمؤمنين والمؤمنات، وافتتحت هذه السورة بذكر حصول المغفرة.
وعبارة أبي حيان: مناسبتها لما قبلها (١): أنه تقدم: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا...﴾ الآية. وهو خطاب لكفار قريش، أخبر رسوله - ﷺ - بالفتح العظيم، وأنه بهذا الفتح حصل الاستبدال، وآمن كل من كان بها، وصارت مكة دار إيمان، ولما قفل رسول الله - ﷺ - من صلح الحديبية.. تكلّم المنافقون، وقالوا: لو كان محمد نبيًا، ودينه حقًا.. ما صدّ عن البيت، ولكان فتح مكة، فأكذبهم الله تعالى، وأضاف عز وجل الفتح إلى نفسه؛ إشعارًا بأنه من عند الله، لا بكثرة عَدد ولا عُدد، وأكّده بالمصدر، ووصفه بأنه مبين مظهر لما تضمّنه من النصر والتأييد.
والظاهر: أنّ هذا الفتح هو فتح مكة، وقال الكلبي وجماعة: وهو المناسب لآخر السورة التي قبل هذه، لما قال: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ﴾ الآية.. بين أنه فتح لهم مكة، وغنموا، وحصل لهم أضعاف ما أنفقوا، ولو بخلوا.. لضاع عليهم، فلا يكون بخلهم إلا على أنفسهم، وأيضًا لما قال: ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾.. بيّن برهانه بفتح مكة، فإنهم كانوا هم الغالبين، وأيضًا لما قال ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ﴾.. كان فتح مكة، حيث لم يلحقهم وهن ولا دعوا إلى صلح، بل أتى صناديد قريش مستأمنين مستسلمين مسلمين.
الناسخ والمنسوخ منها: قال أبو عبد الله محمد بن حزم رحمه الله تعالى: سورة الفتح مدنية بالإجماع، فيها ناسخ وليس فيها منسوخ.
سبب نزولها: ما أخرجه الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة، ومروان بن

(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon