﴿وَمَنْ أَوْفَى﴾؛ أي: وفي، فالرباعيّ بمعنى الثلاثي، يقال: وفي بالعهد وأوفى به، وهي لغة تهامة.
﴿شَغَلَتْنَا﴾ والشغل: العارض الذي يذهل الإنسان، وقد شغل فهو مشغول. ﴿أَمْوَالُنَا﴾ جمع مال: وهو كل ما يتملّكه الإنسان من دراهم أو دناينر أو ذهب أو فضة أو حنطة أو خبز أو حيوان أو ثياب أو سلاح أو غير ذلك، والمال: العين هو المضروب، وسمّي المال مالًا؛ لكونه بالذات تميل القلوب إليه، وفي "التلويح": المال: ما يميل إليه الطبع، ويدّخر لوقت الحاجة، أو ما خلق لمصالح الآدميّ، ويجري فيه الشحّ والضنة. انتهى.
﴿وَأَهْلُونَا﴾ والأهلون: جمع أهل، وأهل الرجل: عشيرته، وذووا قرباه، وقد يجمع الأهل على إهالٍ وآهالٍ وأهلاتٍ، ويحرك كأرضات، على تقدير تاء التأنيث؛ أي على أنّ أصله: أهلة، كما في أرض، فحكمه حكم تمرة، حيث يجوز في تمرات تحريك الميم.
﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا﴾ و (السين): للاستقبال، يقال: خلّفته بالتشديد: تركته خلفي، وخلفوا أثقالهم تخليفًا: خلوها وراء ظهورهم، وقال ابن الشيخ في سورة التوبة؛ العرب: هو الصنف الخاص من بني آدم، سواء سكن البوادي أم سكن القرى، وأمّا الأعراب فإنه لا يطلق إلا على من يسكن البوادي، فالأعراب جمع أعرابيّ، كما أن العرب: جمع عربيّ، والمجوس: جمع مجوسيّ، واليهود: جمع يهودي، بحذف ياء النسبة في الجمع، ويدل على الفرق بين العرب والأعراب، قوله - ﷺ -: "حب العرب من الإيمان" وقوله تعالى: ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا﴾، حيث مدح العرب، وذم الأعراب الذين هم سكان البادية، فعلى هذا يكون العرب أعم من الأعراب.
﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾؛ أي: إن كلامهم من طرف اللسان غير مطابق لما في القلب، فهو كذب صراح. ﴿فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ﴾ والملك: إمساك بقوّة وضبطٍ، تقول: ملكت الشيء: إذا دخل تحت ضبطك دخولًا تامًّا، ومنه: لا أملك رأس بعيري: إذا لم تستطع إمساكه إمساكًا تامًّا.