﴿إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا﴾ والمراد بالضر: ما يضرّ من هلاك الأهل والمال وضياعهما، وبالنفع: ما ينفع من حفظ المال والأهل.
﴿بُورًا﴾؛ أي: هالكين لفساد عقائدكم، وسوء نياتكم، على أنه جمع بائر، من بار بمعنى هلك، كعائذٍ وعوذٍ: الحديثة النتاج من الإبل أو الخيل، وقيل: البور: مصدر من بار، كالهلك من هلك بناء، ومعنى؛ ولذا وصف به الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، فيقال: رجل بور، وقوم بور.
﴿إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ﴾؛ أي: ذهبتم، يقال: انطلق فلان إذا مرَّ متخلفًا، وأصل الطلاق: التخلية من وثاق، كما يقال: حبس طلقًا، ويضم؛ أي: بلا قيد ولا وثاق، والمغانم: جمع مغنم بمعنى الغنيمة.
﴿ذَرُونَا﴾؛ أي: دعونا، يقال: ذره دعه، وهو يذره؛ أي: يدعه، وأصله وذره يذره، كوسعه، وقد أماتوا ماضيه، ومصدره واسم فاعله، فلم ينطقوا بها، فلا يقال: وذره ماضيًا، ولا يقال: وذر مصدرًا، كوعد، ولا واذر بكسر الذال اسم فاعل، بل يقال: تركه تركًا فهو تارك. اهـ من "القرطبي" و"القاموس".
﴿بَلْ تَحْسُدُونَنَا﴾ والحسد: تمني زوال النعمة عمّن يستحق لها. كما مرّ.
﴿بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ﴾؛ أي: لا يفهمون، قال الراغب: الفقه: هو التوصل إلى علمٍ غائبٍ بعلم شاهدٍ، فهو أخص من العلم، والفقه: العلم بأحكام الشريعة، وفقه فقهًا؛ أي: فهم فهمًا، والمراد بالفقه القليل: فهمهم لأمور الدنيا، دون أمور الدين.
﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى﴾ وهو فاقد البصر. ﴿حَرَجٌ﴾ وأصل الحرج والحراج: مجتمع الشيء، كالشجر وتصوِّر منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيق: حرجٌ، وللإثم: حرج. ﴿وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ﴾ من العروج؛ لأنّ الأعرج ذاهب في صعود بعد هبوط، وعرج كفرح: إذا صار ذلك خلقة له، وقيل للضبع: عرجاء؛ لكونها في خلقتها ذات عرج، وعرج كدخل: ارتقى وأصابه شيء في رجليه، فمشى مشي العارج؛ أي: المذاهب في صعود، وليس ذلك بخلقةٍ، أو يثلث في غير الخلقة.