لأن مقتضى السياق أن يقال: فإنا أعتدنا له سعيرًا، بالضمير العائد على ﴿مَنْ﴾؛ إيذانًا بأنّ من لم يجمع بين الإيمان بالله ورسوله كافر، مستوجب السعير.
ومنها: تنكير ﴿سَعِيرًا﴾؛ للتهويل للدلالة على أنه سعير لا يكتنه كنهها، ولا يعرف قدرها.
ومنها: المبالغة في قوله: ﴿فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ فالإضراب الأول معروف، وهو ديدنهم، ودليل لجاجهم وتماديهم في التعنّت والإصرار على السفه، أمّا الإضراب الثاني.. فهو الذي تتجسد فيه بلادتهم وغباوتهم؛ وإن الإضراب الأول: فيه نسبة إلى جهل في شيء مخصوص: وهو نسبتهم الحسد إلى المؤمنين، والثاني: فيه نسبة إلى جهل عامّ على الإطلاق.
ومنها: التكرار في قوله: ﴿قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ﴾ كرّر ذكرهم بهذا العنوان؛ لذمّهم مرّةً بعد أخرى، فإن التخلّف عن صحبة الرسول - ﷺ - شناعةٌ أيُّ شناعة.
ومنها: الجناس المغاير في قوله: ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.
ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *