بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الطاء، رويت عن شيبة ونافع والجحدريّ، وعن الجحدريّ أيضًا: ﴿شطوه﴾ بإسكان الطاء وواو بعدها، وقال أبو الفتح: هي لغة أو بدل من الهمزة، وهذه كلّها لغات.
﴿فَآزَرَهُ﴾؛ أي: فقوّاه وأعانه وشدّه، قال الإِمام النسفيّ: (١) الضمير المستتر في ﴿آزره﴾: يعود على الشطأ، والبارز على الزرع؛ أي: فقوّى الشطأ أصل الزرع بالتفافه عليه وتكاثفه، وهو من الموازرة بمعنى المعاونة، فيكون وزن آزر فاعل، من الأزر: وهو القوّة. وخطَّأه أبو حيان لأنّه لم يسمع في مضارعه إلا يؤزر على وزن يكرم، أو من الإيزار: وهي الإعانة، فيكون وزنه أفعل، وهو الظاهر؛ لأنه لم يسمع في مضارعه يوازر.
وقرأ الجمهور (٢): ﴿فَآزَرَهُ﴾ على وزن أفعله، وقرأ ابن ذكوان وأبو حيوة وحميد بن قيس: ﴿فَأزَرَهُ﴾ بالقصر ثلاثيًا، وقرىء: ﴿فأزّره﴾ بتشديد الزاي.
﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ ذلك الزرع؛ أي: صار ذلك الزرع الأصل غليظًا، بعد أن كان دقيقًا، فهو من باب استحجر الطين؛ يعني: أنّ السين للتحوّل، فكذلك أصحاب رسول الله - ﷺ -، كانوا أقلّة ضعفاء، فلمّا كثروا، وتقوّوا.. قاتلوا المشركين ﴿فَاسْتَوَى﴾ ذلك الزرع، واستقام ﴿عَلَى سُوقِهِ﴾؛ أي: تمّ نباته على سوقه؛ أي: على أصوله، سوق جمع ساق، ساق: أصل الزرع، وساق فروعه.
وقرأ ابن كثير وقنبل: ﴿سؤقه﴾ بالهمزة الساكنة، قيل: وهي لغة ضعيفة يهمزون الواو التي قبلها ضمة، ومنه قول الشاعر:
أَحَبُّ الْمُؤْقِدِيْنَ إِليَّ مُؤْسَى
ذكره في "البحر".
وقوله: ﴿يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾: حال من ﴿زرع﴾؛ أي: حال كون ذلك الزرع
(٢) البحر المحيط.