معطوف على ﴿آمَنُوا﴾، ﴿مِنْهُمْ﴾: حال من فاعل ﴿آمَنُوا﴾. ﴿مَغْفِرَةً﴾: مفعول ثان لـ ﴿وَعَدَ﴾، ﴿وَأَجْرًا﴾: معطوف عليه. ﴿عَظِيمًا﴾: صفة ﴿أَجْرًا﴾.
التصريف ومفردات اللغة
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ﴾ الرضا: ما يقابل السخط، يقال: رضي عنه، ورضي به، ورضيته، ورضي الله عن العبد: هو أن يراه مؤتمرًا لأمره، منتهيًا عن نهيه، وأصله: رضو، قلبت الواو ياءً لتطرفها إثر كسرة، والمراد بالمؤمنين: أهل الحديبية، ورضاه عنهم؛ لمبايعتهم رسول الله - ﷺ -.
﴿إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ والشجرة: واحد الشجر، والشجر من النبت: ما له ساق، والمراد بالشجرة: السمرة؛ أي: أمّ غيلان، وهي كثيرة في بوادي الحجاز، وقيل: السدرة.
﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ﴾؛ أي: من الصدق والإخلاص في المبايعة.
﴿فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ السكينة: الطمأنينة والأمن وسكون النفس.
﴿وَأَثَابَهُمْ﴾ أصله: أثوبهم، بوزن أفعل نقلت حركة الواو إلى الثاء فسكّنت، لكنها أبدلت ألفًا لتحوكها في الأصل وانفتاح ما قبلها في الحال، والثواب: ما يرجع إلى الإنسان من جزاء عمله، يستعمل في الخير والشر، لكن الأكثر المتعارف في الخير، والإثابة تستعمل في المحبوب، وقد قيل ذلك في المكروه، نحو: ﴿فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ﴾ على طريق الاستعارة.
﴿فَتْحًا قَرِيبًا﴾ هو فتح خيبر بعد انصرافهم من الحديبية.
﴿وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً﴾ هي مغانم خيبر، وكانت خيبر أرضًا ذات عقار وأموال، فقسمها رسول الله - ﷺ - بين المقاتلة، فأعطي الفارس سهمين، والراجل سهمًا واحدًا.
﴿وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ﴾؛ أي: أيدي أهل خيبر، وهم سبعون ألفًا، وحلفاؤهم من بني أسد وغطفان، حيث جاءوا لنصرتهم، فقذف الله في قلوبهم


الصفحة التالية
Icon