الظاهر؛ لأنه لم يسمع في مضارعه يؤازر، بل يؤزر بوزن يكرم، كما مرّ.
﴿فَاسْتَوَى﴾؛ أي: استقام. ﴿عَلَى سُوقِهِ﴾ جمع ساقٍ؛ أي: على قضبانه وأصوله.
﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ فيه إعلال بالنقل والتسكين، أصله: ليغيظ بوزن يفعل، نقلت حركة الياء إلى الغين فسكنت إثر كسرة فصارت حرف مدّ، من الغيظ، والغيظ: أشدُّ الغضب: وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه، يقال: غاظه يغيظه بوزن باع فاغتاظ، وغيظه فتغيظ وأغاظه وغايظه، كما في "القاموس".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآية ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التعبير بصيغة المضارع في قوله: ﴿إِذْ يُبَايِعُونَكَ﴾ مع كون المقام للماضي لاستحضار صورة المبايعة؛ لأنّها جديرة بالتجسيد لتكون عبرة الأجداد للأحفاد.
ومنها: تكرار المغانم إشعارًا بكثرتها وتنوّعها.
ومنها: الكناية في قوله: ﴿وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ﴾ لأنّ تولية الأدبار كناية عن الهزيمة لأنّ المنهزم يدبر ظهره لعدوّه للهرب.
ومنها: الالتفات من ضمير الغائب إلى الخطاب، في قوله: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً﴾ بعد قوله: ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ وذلك لتشريف المؤمنين في مقام الامتنان.
ومنها: المجاز في قوله: ﴿أَنْ تَطَئُوهُمْ﴾؛ لأنّ الوطأ عبارة عن الإهلاك والإبادة، على طريق ذكر الملزوم وإرادة اللازم؛ لأنّ الوطأ تحت الأقدام مستلزم للإهلاك.