الرسول بإيمانه، بل من حق الرسول أن يمتن عليه بأن وفق للهداية على يديه، إن كان صادق الإيمان.
ثم ختم الآيات بالإخبار عن واسع علمه، وإحاطته بمكنون سرّ خلقه في السموات والأرض، لا يعزب عنه مثقال ذرّة فيهما، وهو البصير بما يعمل عباده من خير أو شرّ.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ الآيتين، سبب نزولهما: ما أخرجه البخاري وغيره (١)، من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة، أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله - ﷺ -، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أمّر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمّر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، فقال عمر رضي الله عنه: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ إلى قوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا﴾.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن: أنّ أناسًا ذبحوا قبل رسول الله - ﷺ - يوم النحر، فأمرهم أن يعيدوا ذبحًا، فأنزل الله قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...﴾.
وأخرج ابن أبي الدنيا في "كتاب الأضاحي" بلفظ: ذبح رجل قبل الصلاة.. فنزلت.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن عائشة: أنّ ناسًا كانوا يتقدّمون الشهر، فيصومون قبل النبيّ - ﷺ -، فأنزل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا...﴾.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن ناسًا كانوا يقولون: لو أنزل في كذا، فأنزل الله: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...﴾.

(١) لباب النقول.


الصفحة التالية
Icon