شابّ منهم، فذكر فضله وفضل قومه، فقال - ﷺ - لثابت بن قيس بن شمّاس، وكان خطيب النبي - ﷺ -: "قُمْ فأجبه" فأجابه، وقام الزبرقان بن بدر فقال.... إلى أن قال:
نَحْنُ الْكِرَامُ فَلَا حَيٌّ يُعَادِلُنَا | مِنَّا الْمُلُوْكُ وَفِيْنَا تُنْصَبُ البِيَعُ |
فَلَا تَرَانَا إِلَى حَيٍّ يُفَاخِرُهُمْ | إِلَّا اسْتَفَادُوْا فَكَانُوْا الرَّأْسَ يُقْطَتَعُ |
فَمَنْ يُفَاخِرُنَا فِيْ ذَاكَ نَعْرِفُهُ | فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ وَالأَخْبَارُ تُسْتَمَعُ |
إِنَّ الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وَإِخْوَتِهِمْ | قَدْ بَيَّنُوا سُنَّةً لِلنَّاسِ تُتَّبَعُ |
يَرْضَى بِهَا كُلُّ مَنْ كَانَتْ سَرِيْرَتُهُ | تَقْوَى الإِلَهِ وَكُلُّ الْخَيْرِ يُصْطَنَعُ |
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا ضَرُّوْا عَدُوَّهُمُ | أوْ حَاوَلُوْا النَّفْعَ فِيْ أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوْا |
سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ | إِنَّ الْخَلَائِقَ فَاعْلَمْ شَرُّهَا الْبِدَعُ |
فلمّا فرغ حسان من قوله.. قال الأقرع بن حابس: وأبي إن هذا الرجل لمؤنَّى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم دنا من رسول الله - ﷺ -، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال رسول الله - ﷺ -: "ما يضرُّك ما كان من قبل هذا" ثم جوزهم فأحسن جوائزهم.
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا...﴾ الآية، سبب نزولها: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان قد بعثه رسول الله - ﷺ - إلى بني المصطلق ليأخذ الصدقات، فلمَّا أتاهم الخبر.. فرحوا به، وخرجوا يستقبلونه، فلمّا حدث بذلك الوليد.. حسب أنهم جاؤوا لقتاله، فرجع قبل أن يدركوه، وأخبر رسول الله - ﷺ - أنهم منعوا الزكاة، فغضب رسول الله - ﷺ - غضبًا شديدًا، وبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم، إذ أتاه الوفد، فقالوا: يا رسول الله إنّا حدثنا أن