بربّه لربّه.. كان توحيدًا، وفقنا الله لذلك بمنّه، وجوده وكرمه.
قال البقليّ: ليس لله غيب، إذ الغيب شيء مستور، وجميع الغيوب عيان له تعالى، وكيف يغيب عنه وهو موجده، يبصره ببصره القديم، والعلم والبصر هناك واحد. انتهى.
الإعراب
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)﴾.
﴿يَا أَيُّهَا﴾ ﴿يا﴾: حرف نداء. ﴿أيّ﴾ منادى نكرة مقصودة. ﴿ها﴾: حرف تنبيه زائد تعويضًا عمّا فات؛ أيّ: من الإضافة، وجملة النداء: مستأنفة. ﴿الَّذِينَ﴾: بدل من ﴿أيّ﴾ أو عطف بيان له وجملة ﴿آمَنُوا﴾ صلته. ﴿لَا﴾: ناهية جازمة. ﴿لَا تُقَدِّمُوا﴾: فعل مضارع مجزوم بـ ﴿لَا﴾ الناهية، والواو: فاعل، والجملة الفعلية: جواب النداء لا محل لها من الإعراب. وفي ﴿تُقَدِّمُوا﴾ وجهان:
أحدهما: أنه متعدّ حذف مفعوله لقصد التعميم اقتصارًا، كقولهم: هو يعطي ويمنع، وكلوا واشربوا، أو اختصارًا للدلالة عليه؛ أيّ: لا تقدّموا ما لا يصلح تقديمه عليهما من الأقوال والأفعال.
والثاني: أنه لازم، نحو: وجّه وتوجّه، كما مرّ، ويؤيّده قراءة ابن عباس والضحاك ويعقوب ﴿تقدّموا﴾ بفتح التاء والقاف والدال. ﴿بَيْنَ﴾: منصوب على الظرفية المكانية متعلق بـ ﴿تقدّموا﴾. ﴿يَدَيِ اللَّهِ﴾: مضاف إليه، مجرور بالياء؛ لأنّه مثنى، ولفظ الجلالة: مضاف إليه. ﴿وَرَسُولِهِ﴾: معطوف على الجلالة. ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾: فعل أمر وفاعل ومفعول به معطوف على ﴿لَا تُقَدِّمُوا﴾ على كونه جواب النداء. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ﴾: ناصب واسمه وخبره. ﴿عَلِيمٌ﴾: خبر ثان له، والجملة: مستأنفة، مسوقة لتعليل ما قبلها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)﴾.


الصفحة التالية
Icon