العامة على أثارة، وهي مصدر على فعالة كالشجاعة والغواية والضلالة والسماحة، ومعناها: البقية. والمعنى: بما يؤثر ويروى؛ أي: ائتوني بخبر واحد يشهد بصحة قولكم، وهذا على سبيل التنّزل للعلم بكذب المدّعي اهـ.
﴿أَضَلُّ﴾ أصله: أَضْلل، نقلت حركة اللام الأولى إلى الضاد فسكنت فأدغمت في اللام الثانية. ﴿عَنْ دُعَائِهِمْ﴾ فيه إعلالٌ بالإبدال، أصله: دعاوهم، أبدلت الواو همزة لتطرّفها إثر ألف زائدة. ﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ﴾ والحشر، الجمع. كما في "القاموس". قال الراغب: الحشر: إخراج الجماعة عن مقرّهم، وإزعاجهم عنه إلى الحرب وغيرها، ولا يقال إلا في اجماعة. وسمّي يوم القيامة يوم الحشر، كما سمّي يوم البعث، ويوم النشر. ﴿افْتَرَاهُ﴾ كذب عليه عمدًا.
﴿فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾؛ أي: لا تغنون عنّي من الله شيئًا إن أراد تعذيبي. ﴿تُفِيضُونَ فِيهِ﴾؛ أي: تخوضون فيه، يقال: أفاضوا في الحديث: إذا خاضوا فيه وشرعوا؛ أي: تخوضون في قدح القرآن، وطعن آياته، وتسميته سحر تارة، وفرية أخرى، وهو من فاض الماء وأفاضه: إذا سال، وأصله: تفيضون، بوزن تفعلون مضارع أفاض، نقلت حركة الياء إلى الفاء فسكنت إثر كسرة، فصارت حرف مد. ﴿كَفَى بِهِ شَهِيدًا﴾ أصله: كفى بوزن فعل كرمي، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا﴾ البدع والبديع من كل شيء: المبتدع المحدث دون سابقة له من الابتداع، وهو الاختراع. ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ يوحى: فيه إعلال بالقلب، أصله: يوحي قلبت الياء ألفًا؛ لتحركها بعد فتح.
﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ﴾ أصله: يهتديون، حذفت نون الرفع؛ لدخول الجازم وهو ﴿لَمْ﴾ فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت... التقى ساكنان فحذفت الياء وضمت الدال لمناسبة الواو. ﴿هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾؛ أي: من قول الأقدمين، فهذا على حدّ قولهم: هو أساطير الأولين. وفي "الخطيب" ﴿قَدِيمٌ﴾؛ أي: أَفَكَه غيره وعثر هو عليه وأتى به، ونسبه إلى الله تعالى، كما قالوا: أساطير الأولين.
﴿وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ﴾ لم يقل له؛ أي: لكتاب موسى تعميمًا وإيذانًا بأنه