مؤنث، وهي حرف مدّ زائد ثالث.
﴿شُعُوبًا﴾ جمع شعب بفتح الشين: وهو أعلى طبقات النسب، كما مرّ، وسميت الشعوب؛ لأنَّ القبائل تشعبت منها، ومنه: اشتقت الشعوبية بضم الشين: وهم قوم يصغرون شأن العرب، سموا بذلك؛ لتعلّقهم بظاهر قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ﴾. وقال ابن هبيرة: في "المحكم": غلبت الشعوبية بلفظ الجمع على جيلٍ من العجم، حتى قيل لمحتقر أمر العرب: شعوبيٌّ، وإن لم يكن منهم، وأضافوا إلى الجمع لغلبته على الجيل الواحد، كقولهم؛ أنصاريّ.
﴿لِتَعَارَفُوا﴾ أصله: تتعارفوا، حذفت منه إحدى التائين. ﴿أَتْقَاكُمْ﴾ اسم تفضيل من الفعل الثلاثي وقى، والتاء فيه: مبدلة من واو، والألف فيه مبدلة من واو المبدلة من الياء في الأصل؛ لأنّ مادّة وفي فاؤها واو، ولامها ياء، أُبدلت الواو تاءً، والياء واوًا.
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ﴾ هم سكان البادية. ﴿لَا يَلِتْكُمْ﴾؛ أي: لا ينقصكم، من لاته يليته، كباعه يبيعه، وقيل هو من ولته يلته، كوعده يعده، وعلى هذا فيه إعلال بحذف فاء الفعل المثاليّ، أصله: ولت، وقياس المضارع يولت، حذفت الواو لوقوعها بين ياءٍ مفتوحة وكسرة.
﴿ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ من ارتاب مطاوع رابه: إذا أوقعه في الشكّ في الخير مع التهمة للمخبر، فظهر الفرق بين الريب والشك، فإنَّ الشك تردد بين نقيضين لا تهمة فيه، أصله: يرتيبون بوزن يفتعلون، حذفت نون الرفع لدخول أداة الجزم، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ﴾؛ أي: يذكرون ذلك ذكر من اصطنع لك صنيعة، وأسدى إليك نعمة، أصله: يمننون بوزن يفعلون، نقلت حركة النون الأولى إلى الميم، فسكنت فأدغمت في الثانية، وكذلك القول في: ﴿تَمُنُّوا﴾ وفي ﴿يَمُنُّ﴾.
وقوله: ﴿هَدَاكُمْ﴾ فيه إعلال بالقلب، أصله: هديكم، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.