والثاني: شهيد عليها، وأنّ الخزنة سيقولون لأهل النار لقد كنتم في غفلة عن حلول هذا اليوم الذي تُوفّي فيه كل نفس جزاء ما عملت، والآن أزلنا عنكم هذه الغفلة، فأبصرتم عاقبة أمركم.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿ق﴾؛ أي: (١) هذه سورة ق؛ أي: مسماة بـ ﴿ق﴾، واختلف في معنى ﴿ق﴾ ما هو؟ فقال يزيد وعكرمة والضحاك: هو اسم جبلٍ محيطٍ بالأرض، من زمردة خضراء اخضرت السماء منه، والسماء مقببة عليه، وهو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنةٍ وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل، رواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال الفرّاء: كان يجب على هذا القول أن يظهر الإعراب في ﴿ق﴾؛ لأنّه اسمٌ، وكذا على القول الأول. وقال وهب (٢): أشرف ذو القرنين على جبل ق، فرأى تحته جبالًا صغارًا، فقال له: ما أنت؟ قال: أنا قاف، قال: فما هذه الجبال حولك؟ قال: هي عروقي، ما من مدينة من المدن، ولا قرية من القرى، إلا وفيها عرق من عروقي، فإذا أراد الله سبحانه أن يزلزل مدينة.. أمرني، فحركت عرقي ذلك، فتزلزل تلك المدينة، فقال: يا قاف، أخبرني بشيءٍ من عظمة الله تعالى، قال: إنَّ شأن ربنا لعظيم، وإن ورائي أرضًا مسيرة خمس مئة عام في خمس مئة عام من جبال ثلج بعضها يحطم بعضًا، لولا هي.. لاحترقت من حرّ جهنّم، فهذا يدل على أنّ جهنّم على وجه الأرض، والله أعلم بموضعها، وأين هي من الأرض، وقال الزجّاج: معنى قوله: ﴿ق﴾؛ أي: قُضِيَ الأمر، كما قيل: في حم؛ أي: حم الأمر، وقال ابن عباس أيضًا: إنه اسم من أسماء الله تعالى، أقسم به، وعنه أيضًا: أنه اسم من أسماء القرآن، وهو قول قتادة، وقال القرطبي: هو افتتاح أسماء الله عزّ وجل، مثل: القادر والقدير والقديم والقاهر والقهار والقريب والقابض والقدوس والقيّوم؛ أي: أنا القادر إلخ، وقيل: قَسَمٌ أقسم الله به؛ أي: بحق القائم بالقسط، وقال الشعبي: فاتحة السورة، وقال أبو
(٢) الفتوحات.