﴿كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا﴾ الغفلة: معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور، وفي "المفردات": الغفلة: سهو يعتري من قلة التحفظ والتيقظ. ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ﴾ والغطاء: الحجاب المغطي لأمور المعاد، وهو الغفلة والانهماك في المحسوسات، والألفة بها، وقصر النظر عليها، قال في "المفردات": الغطاء: ما يجعل فوق الشيء من لباس ونحوه، كما أنّ الغشاء كذلك، وقد استعير للجهالة، قال تعالى: ﴿فَكَشَفْنَا...﴾ الآية. وفيه إعلال بالإبدال، أصله؛ غطاي، أبدلت الياء همزةً لتطرفها إثر ألف زائدة.
﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ يقال: حددت السكين: رققت حدَّها، ثم يقال لكل حاد في نفسه من حيث الخلقة، أو من حيث المعنى، كالبصر والبصيرة، فيقال: هو حديد النظر، وحديد الفهم، ويقال: لسان حديد، نحو: لسان صارم وماض، وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد.
﴿عَنِيدٍ﴾؛ أي: معاند للحق، وقال السدي: مشتق من العند، وهو عظم يعترض في الحلق، أو معجب بما عنده، كأنه من قولهم: عندي كذا، كما في "عين المعاني". وقال في "المفردات": العنيد: المعجب بما عنده، والمعاند: المتباهي بما عنده، والعنود؛ الذي يعند عن القصد؛ أي: يميل عن الحق، ويردُّه عارفًا به.
﴿مُعْتَدٍ﴾ من الاعتداء، وهو مجاوزة الحق؛ أي: متجاوز للحق ظالم.
﴿مُرِيبٍ﴾؛ أي: شاك في الله، وفي دينه. ﴿وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ القرين هنا الشيطان المقيد له.
﴿قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ﴾؛ أي: لا يجادل بعضكم بعضًا عندي.
﴿وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾؛ أي: على الطغيان في دار الدنيا في كتبي، وعلى ألسنة رسلي. ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ أصله: مزيد بوزن مفعل بكسر العين مصدر ميمي، أو اسم مكان، نقلت حركة الياء فيه إلى الزاي، فسكنت إثر كسرة، فصارت حرف مدّ.