﴿قَلْبٌ﴾؛ أي: لبٌّ يعي به. ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ﴾؛ أي: أصغى إلى ما يتلى عليه من الوحي. ﴿وَهُوَ شَهِيدٌ﴾؛ أي: حاضر، فهو من الشهود بمعنى الحضور، والمراد به: الفطن، إذ غيره كأنه غائب.
﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ أصله: أيوام، اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءً، وأدغمت فيها الياء.
﴿مِنْ لُغُوبٍ﴾ قال الراغب: اللغوب: التبع والنصب، يقال: أتانا ساعيًا لاغبًا خائفًا تعبًا، وفي "القاموس": لغب لغبًا ولغوبًا، كمنع وسمع وكرم: أعيى أشد الإعياء، وفي "المختار": اللغوب بضمتين: التعب والإعياء، وبابه دخل، ولغب بالكسر لغوبًا، لغة ضعيفة، وفي "المصباح": أنّه من باب قتل.
﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ بفتح الهمزة، جمع دبر بضمتين، من أدبرت الصلاة: إذا انقضت، وأدبار السجود: النوافل بعد المكتوبات، وقيل: الوتر بعد العشاء اهـ "بيضاوي".
﴿وَاسْتَمِعْ﴾؛ أي: لما أخبرك به من أهوال يوم القيامة، والسمع: إدراك المسموع بالإصغاء، والفرق بين المستمع والسامع: أنَّ المستمع: من كان قاصدًا للسماع مصغيًا إليه، والسامع: من اتفق سماعه من غير قصد إليه، فكل مستمع سامع من غير عكس.
﴿يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ﴾ وقف ابن كثير على ﴿ينادي﴾ بالياء، والباقون: بدونها، ووجه إثباتها: أنه لا مقتضى لحذفها، ووجه حذفها وقفًا، اتباعًا للرسم، والوقف محل تخفيف، وأما المنادي فأثبت ابن كثير أيضًا ياءه وصلًا ووقفًا، ونافع وأبو عمرو: بإثباتها وصلًا وحذفها وقفًا، وباقي السبعة بحذفها وصلًا ووقفًا، فمن أثبت فلأنّه الأصل، ومن حذف فلاتباع الرسم، ومن خص الوقف بالحذف، فلأنّه محل راحة ومحل تغيير، اهـ "سمين".
﴿مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ﴾؛ أي: بحيث لا يخفى الصوت على أحد. ﴿الصَّيْحَةَ﴾ وهي صيحة البعث التي هي النفخة الثانية، والصيحة والصياح: الصوت بأقصى