يأفكون، ويكون أفعل بمعنى المجرد، وعن الفرّاء أنه قرىء: ﴿أفَكُهم﴾ بفتح الهمزة والفاء وضم الكاف، وهي لغة في الإفك، فيكون له ثلاثة مصادر: الأفْك، والإفْك بفتح الهمزة وكسرها مع سكون الفاء، والأفك بفتح الهمزة والفاء، وقرأ ابن عباس فيما روى قطرب، وأبو الفضل الرازي: ﴿آفكهم﴾ اسم فاعل من أفك؛ أي: صارفهم، والإشارة بذلك على قراءة من قرأ: ﴿أفكهم﴾ مصدرًا إلى اتخاذ الأصنام آلهةً؛ أي: ذلك كذبهم وافتراؤهم، وقال الزمخشري: وذلك إشارة إلى امتناع نصرة آلهتهم لهم، وضلالهم عنهم؛ أي: وذلك أثر إفكهم الذي هو اتخاذهم إياها آلهةً، وثمرة شركهم وافترائهم على الله الكذب، من كونه ذا شركاء. انتهى.
وعلى قراءة من جعله فعلًا معناه: وذلك الاتخاذ صرفهم عن الحق، وكذلك قراءة اسم الفاعل؛ أي: صارفهم عن الحق، ويحتمل أن تكون ﴿ما﴾ في قوله: ﴿وما يفترون﴾: مصدرية كما مرّ؛ أي: وافتراؤهم، وهذا الاحتمال هو الأحسن، ليُعْطَف مصدرَ على مثله، وأن تكون بمعنى الذي، والعائد: محذوف؛ أي: والذي يفترونه.
الإعراب
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣)﴾.
﴿إِنَّ الَّذِينَ﴾: ناصب واسمه. ﴿قَالُوا﴾: فعل وفاعل، صلة الموصول. ﴿رَبُّنَا الله﴾: مبتدأ وخبر، والجملة: في محل النصب مقول ﴿قَالُوا﴾، ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾: فعل وفاعل معطوف على ﴿قَالُوا﴾. ﴿فَلَا﴾ ﴿الفاء﴾: زائدة في خبر الموصول، لما فيه من معنى الشرط. ﴿لا﴾ نافية ﴿خَوْفٌ﴾ مبتدأ، وسوّغ الابتداء به تقدم النفي عليه، ﴿عَلَيْهِمْ﴾ خبر المبتدأ، والجملة الاسمية. في محل الرفع خبر ﴿إِن﴾ وجملة ﴿إن﴾ مستأنفة، ﴿وَلَا﴾ ﴿الواو﴾: حرف عطف، ﴿لا﴾: زائدة لتكررها ﴿هُمْ﴾: مبتدأ، وجملة ﴿يَحْزَنُونَ﴾: خبره، والجملة: معطوفة على الجملة السابقة.
﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)﴾.