وأكثر استعمالًا. فكانت له من هذه الجهة أصالةٌ، اهـ من "الروح".
﴿لِتَأْفِكَنَا﴾؛ أي: تصرفنا من الأفك بالفتح مصدر أفكه يأفكه أفكًا: إذا قلبه، وصرفه عن الشيء. ﴿عَنْ آلِهَتِنَا﴾؛ أي: عبادتها. ﴿بِمَا تَعِدُنَا﴾ من معالجة العذاب على الشرك. ﴿عَارِضًا﴾ والعارض: السحاب الذي يعرض في أفق السماء. قال الأعشى:

يَا مَنْ رَأى عَارِضًا قَدْ بِتُّ أرْمُقُهُ كَأنَّمَا الْبَرْقُ فِيْ حَافَاتِهِ الشُّعَلُ
﴿عَنْ آلِهَتِنَا﴾ أصله: أألِهَةٌ، بوزن أفعلة، أبدلت الهمزة الساكنة حرف مدّ مجانسًا لحركة الأولى المفتوحة.
﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ أصله: رأيوه، بوزن فعلوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، فالتقى ساكنان: الألف، وواو الجماعة، فحذفت الألف. ﴿فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ أصله: يرءي، بوزن يفعل، نقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت للتخفيف، ثمّ أبدلت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. وكذلك القول في قراءة من قرأ ﴿ترى﴾ بالتاء والبناء للفاعل.
وفي "صحيح مسلم" عن ابن عباس: أنّ النبيّ - ﷺ - قال: "نُصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور". قال شاعرهم يحكي هذا القصص فيما رواه ابن الكلبيّ:
فَدَعَا هُوْدٌ عَلَيْهِمْ دَعْوَةً أَضْحَوْا هُمُوْدَا
عَصَفَتْ ريحٌ عَلَيْهِمْ تَرَكَتْ عَادًا خُمْوْدَا
سُخِّرَتْ سَبْعَ لَيَالِيْ لَمْ تَدَعْ فِيْ الأَرْضِ عُوْدَا
﴿عَادٍ﴾ قبيلة عربية من إرم. ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ﴾؛ أي: لقد جعلنا لهم مكنة، وقدرة في الذي ما مكّنّاكم فيه يا أهل مكة. ﴿أَغنى﴾ أصله: أغني بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ﴾ وحول الشيء: جانبه الذي يمكنه أن يحوّل إليه. ﴿قُرْبَانًا﴾ والقربان: ما يتقرّب به إلى الله تعالى. يجمع على قرابين، كرهبان ورهابين، كما مرّ.


الصفحة التالية
Icon