بعضهم: في قوله تعالى: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ﴾ أراد قابي قوس، فقلبه. وفي "المصباح": سية القوس، خفيفة الياء، ولامها محذوفة. وترد في النسة فيقال: سيوى، والهاء عوض عنها طرفها المنحني. قال أبو عبيدة: وكان رؤبة يهمزه، العرب لا تهمزه. ويقال: لِسِيَتها العليا يدها، ولِسِيَتها السفلى رجلها، اهـ. ﴿فَتَدَلَّى﴾ التدلي: استرسال مع تعلق. يقال: تدلت الثمرة، ودلى رجليه من السرير.
﴿فَكَانَ﴾ أصله: كون بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿قَابَ﴾ فيه إعلال بالقلب، أصله: قوب بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿أَوْ أَدْنَى﴾ أصله: أدني بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. وهو أفعل تفضيل، والمفضل عليه محذوف؛ أي: أو أدنى من قاب قوسين، و ﴿أَوْ﴾ بمعنى بل. أي: بل أدنى.
﴿أَفَتُمَارُونَهُ﴾ على ما يراه معاينةً؛ أي: أفتجادلونه من المماراة. والمراء والمماراة: المجادلة بالباطل، فكان حقه أن يتعدى بقي، يقال: جادلته في كذا، لكنه ضمن معنى الغلبة، فتعدى تعديتها؛ لأنَّ المماري يقصد بفعله غلبة الخصم. واشتقاته من مري الناقة كأن كلًّا من المتجادلين يمرى ما عند صاحبه. يقال: مريت الناقة مريًا مسحت ضرعها لتدر، ومريت الفرس إذا استخرجت ما عنده من الجري أو غيره.
﴿نَزْلَةً أُخْرَى﴾ النزلة بوزن فعلة، اسم للحرة من الفعل الذي هو النزول. ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ شجرة نبق. والمنتهى: مصدر ميمي بمعنى الانتهاء، كما قال الزمخشري. أو اسم مكان بمعنى موضع الانتهاء، كأنها في منتهى الجنة.
وقد اختلف في سبب تسميتها بذلك على ثمانية أقوال، تفصيلها في المطولات. والمنتهى: أصله منتهي بوزن مفتعل قلبت ياءه ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
﴿عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥)﴾؛ أي: الجنة التي يأوي إليها المتقون يوم القيامة. فالإضافة فيها كإضافة مسجد الجامع. يقال: أويت منزلي وإليه أويًا وأويًّا عدت إليه، وأويته نزلته بنفسي. والمأوى: المكان. فالمأوى: أصله مأوي بوزن مفعل قلبت ياؤه ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.


الصفحة التالية
Icon