﴿إِلَّا مَا سَعَى﴾ والسعي: المشي السريع. وهو دون العدو، ويستعمل للجد في الأمر خيرًا كان أو شرًّا. ﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠)﴾ أصله: يرأي بوزن يفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم نقلت حركة الهمزة إلى الراء ثم حذفت تخفيفًا، فوزنه يفل.
﴿ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (٤١)﴾ أصله: يجزي بوزن يفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿الْأَوْفَى﴾ اسم تفضيل، وزنه أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
والمعنى: يجزى سعيه. يقال: جزاه الله بعمله، وجزاه على عمله، وجزاه عمله.
﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢)﴾ المنتهى مصدر ميمي بمعنى الانتهاء؛ أي: إليه الانتهاء، والرجوع في المعاد. وأصله: المنتهي بوزن مفتعَل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣)﴾ والضحك: انبساط الوجه، وتكشر الأسنان من سرور النفس. ولظهور الأسنان عنده سميت مقدمات الأسنان الضواحك. والبكاء بالمد: سيلان الدمع عن حزن وعويل. ويقال: البكاء بالمد إذا كان الصوت أغلب كالرغاء، وسائر هذه الأبنية الموضوعة للصوت. وبالقصر يقال: إذا كان الحزن أغلب. وأصل ﴿أَبْكَى﴾ أبكي بوزن أفعل، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿أَمَاتَ﴾ فيه إعلال بالنقل والتسكن والقلب، أصله: أموت بوزن أفعل، نقلت حركة الواو إلى الميم فسكنت، لكنها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. ﴿وَأَحْيَا﴾ أصله: أحيي بوزن افعل، قلبت الياء الأخيرة ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿مِنْ نُطْفَةٍ﴾ والنطفة: الماء الصافي. ويعبر بها عن ماء الرجل، كما في "المفردات". ﴿إِذَا تُمْنَى﴾؛ أي: تصب في الرحم. وفي "القاموس": مني وأمني ومنَّي بمعنًى، يقال: أمنى الرجل ومنى: إذا صب المني، أو معنى ﴿تُمْنَى﴾ يقدر منها الولد من مناه الله يَمْنِيه قدره. إذ ليس كل مني يصير ولدًا. وأصل ﴿تُمْنَى﴾ تمني بوزن تفعل، فأعل كنظائره السابقة. ﴿أَغْنَى وَأَقْنَى﴾؛ أي: أغنى من شاء، وأفقر من شاء.