الأنفس والآفاق، وأنكر عليهم إثر كل منها إخلالهم بموجب شكرها.
٣ - أن قوله: ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)﴾ كأنه جواب سائل يقول: ماذا صنع المليك المقتدر؟ وما أفاد برحمته أهل الأرض؟.
وعبارة أبي حيّان: مناسبة هذه لما قبلها (١): أنه تعالى لما ذكر مقر المتقين في جنات ونهر عند مليك مقتدر ذكر شيئًا من آيات الملك، وآثار القدرة. ثم ذكر مقر الفريقين على جهة الإسهاب. إذ كان في آخر السورة ذكره على جهة الاختصار والإيجاز.
ولما ذكر قوله: ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ فأبرز هاتين الصفتين بصورة التنكير، فكأنه قيل: من المتصف بذلك فقال: ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)﴾ فذكر ما نشأ من صفة الرحمة. وهو تعليم القرآن الذي هو شفاء للقلوب، انتهى. قال محمد بن حزم رحمه الله تعالى: جميع هذه السورة محكم، لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
فضلها: ومن فضائلها: ما أخرجه البيهقي في "الشعب" عن عليّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: "لكل شيء عروس، وعروس القرآن الرحمن".
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *