والجملة معطوفة على جملة ﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)﴾. ﴿رَفَعَهَا﴾ فعل، وفاعل مستتر، ومفعول به. والجملة مفسّرة، لا محل لها من الإعراب. ﴿وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ فعل، وفاعل مستتر، ومفعول به. والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا﴾. ﴿أَلَّا﴾ ﴿أن﴾ مصدرية، ﴿لا﴾ نافية، ﴿تَطْغَوْا﴾ فعل مضارع منصوب بأن المصدرية، والواو: فاعل. والجملة الفعلية مع ﴿أن﴾ المصدرية في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل المقدّرة، الجار والمجرور متعلق بـ ﴿وضع﴾، على كونه مفعولًا لأجله؛ أي: وضع لأجل عدم طغيانكم. ويجوز أن تكون ﴿أن﴾ مفسّرة، و ﴿لا﴾ ناهية، و ﴿تَطْغَوْا﴾ مجزوم بـ ﴿لا﴾ الناهية. فإن قيل: إنَّ من شرط المفسرة أن تكون مسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه. قلنا: إنّ ﴿وَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ يستدعي كلامًا من الأمر بالعدل فيه. ﴿فِي الْمِيزَانِ﴾ متعلقان بـ ﴿تَطْغَوْا﴾.
﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (٩) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (١٠) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣)﴾.
﴿وَأَقِيمُوا﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة، ﴿أَقِيمُوا﴾ فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: فاعل، ﴿الْوَزْنَ﴾ مفعول به، ﴿بِالْقِسْطِ﴾ حال من الوزن؛ أي: أقيموه حال كونه متلبسًا بالقسط والعدل. والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿أَلَّا تَطْغَوْا﴾. ﴿وَلَا﴾ الواو: عاطفة، ﴿لا﴾ ناهية، ﴿تُخْسِرُوا﴾ فعل، وفاعل، مجزوم بلا الناهية، ﴿الْمِيزَانَ﴾ مفعول به. والجملة معطوفة على ما قبلها. ﴿وَالْأَرْضَ﴾ الواو: عاطفة، ﴿الْأَرْضَ﴾ منصوب على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا، تقديره: ووضع الأرض. والجملة معطوفة على جملة ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا﴾. ﴿وَضَعَهَا﴾ فعل، وفاعل مستتر، ومفعول به، ﴿لِلْأَنَامِ﴾ متعلق به والجملة مفسرة، لا محل لها من الإعراب. ﴿فِيهَا﴾ خبر مقدم، ﴿فَاكِهَةٌ﴾ مبتدأ مؤخر. والجملة في محل النصب، حال من الأرض. ﴿وَالنَّخْلُ﴾ معطوف على فاكهة، ﴿ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ صفة لـ ﴿النَّخْلُ﴾، ﴿وَالْحَبُّ﴾ معطوف على ﴿فَاكِهَةٌ﴾، ﴿ذُو الْعَصْفِ﴾ صفة لـ ﴿الْحَبُّ﴾، ﴿وَالرَّيْحَانُ﴾ معطوف على ﴿فَاكِهَةٌ﴾ أيضًا. هذا على قراءة الرفع. وأما على قراءة النصب، فالثلاثة منصوبة بفعل محذوف، تقديره: خلق. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ﴾ الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنّها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفتم ما ذكرته لكم من النعم،


الصفحة التالية
Icon