﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٣٧)﴾.
﴿فَأَخْرَجْنَا﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة على محذوف معلوم من السياق، تقديره: فباشروا ما أمروا به. فأخرجنا بقولنا: ﴿فأَسْرِ بِأَهْلِكَ...﴾ إلخ. فهو إخبار من الله تعالى، وليس من كلام الملائكة. كما مرَّ في مبحث التفسير. ﴿أَخْرَجْنَا﴾ فعل، وفاعل. والجملة معطوفة على تلك المحذوفة. ﴿مَنْ﴾ اسم موصول في محل النصب، مفعول ﴿أَخْرَجْنَا﴾، ﴿كاَنَ﴾ فعل ماض ناقص واسمها ضمير يعود على ﴿مَنْ﴾، ﴿فِيهَا﴾ خبر ﴿كَانَ﴾، ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ حال من الضمير المستكن في خبر ﴿كَانَ﴾، أو ﴿مَنْ﴾ اسمها. وجملة ﴿كاَنَ﴾ صلة لمن الموصولة. ﴿فَمَا﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة، "ما" نافية، ﴿وَجَدْنَا﴾ فعل، وفاعل، معطوف على ﴿أَخْرَجْنَا﴾؛ أي: أردنا إخراجهم فما وجدنا حين الإخراج. ﴿غَيْرَ بَيْتٍ﴾ مفعول به لـ ﴿وَجَدْنَا﴾. لأنّه من وجدان الضالّة. ﴿مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ صفة ﴿بَيْتٍ﴾، ﴿وَتَرَكْنَا﴾ فعل، وفاعل، معطوف على ﴿أَخْرَجْنَا﴾، ﴿فِيهَا﴾ متعلق بـ ﴿تَرَكْنَا﴾، ﴿آيَةً﴾ مفعول به، ﴿لِلَّذِينَ﴾ صفة لـ ﴿آيَةً﴾، ﴿يَخَافُونَ الْعَذَابَ﴾ فعل، وفاعل، ومفعول به، ﴿الْأَلِيمَ﴾ صفة للعذاب. والجملة صلة الموصول.
﴿وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩)﴾.
﴿وَفِي مُوسَى﴾ معطوف على قوله: ﴿فِيِهَا﴾ بإعادة الجار. لأنّ المعطوف عليه ضمير مجرور، فيتعلق بـ ﴿تركنا﴾ من حيث المعنى. ويكون التقدير: وتركنا في قصة موسى آية. أو معطوف على ﴿وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً﴾ على معنى: وجعلنا في إرسال موسى آيةً. على حد قوله: علقها تبنًا وماءً باردًا. ﴿إِذْ﴾ ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف. لأنّه صفة لـ ﴿آيَةً﴾؛ أي: آية كائة في وقت إرسالنا إيّاه، أو متعلق بجعلنا المقدر. ﴿أَرْسَلْنَاهُ﴾ فعل، وفاعل، ومفعول. والجملة في محل الجر، مضاف إليه لـ ﴿إِذْ﴾. ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ متعلق بـ ﴿أَرْسَلْنَاهُ﴾، ﴿بِسُلْطَانٍ﴾ حال من ضمير ﴿أَرْسَلْنَاهُ﴾؛ أي: مؤيدًا بسلطان. ﴿مُبِينٍ﴾ صفة لـ ﴿سُلْطَانٍ﴾. ﴿فَتَوَلَّى﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة، ﴿تولى﴾ فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على ﴿فِرْعَوْنَ﴾. والجملة معطوفة على جملة ﴿أَرْسَلْنَاهُ﴾. ﴿بِرُكْنِهِ﴾ حال من ضمير فرعون؛ أي: متلبسًا بركنه. ﴿وَقَالَ﴾