ومرعى، والجمع مروج. مثل: فلس وفلوس، ومرجت الدابة تمرج مرجًا من باب قتل رعت في المرج ومرجتها مرجًا أرسلتها ترعى في المرج يتعدى، ولا يتعدى. ﴿يَلْتَقِيَانِ﴾؛ أي: يتجاوزان، وتتماس سطوحهما، لا فصل بينهما في رأي العين.
﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ﴾؛ أي: حاجز. والبزرخ: الحائل بين الشيئين، وجمعه برازخ. ومنه: سمي القبر برزخًا؛ لأنه بين الدنيا والآخرة، وقيل للوسوسة: برزخ الإيمان. لأنها طائفة بين الشك واليقين. ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢)﴾ واللؤلؤ: الدر المخلوق في الأصداف، والمرجان: الخرز الأحمر. وهو اسم أعجمي معرب. وقيل: عروق حمر تطلع من البحر كأصابع الكف. وقال في "خريدة العجائب": اللؤلؤ يتكوَّن في بحر الهند وفارس. والمرجان ينبت في البحر كالشجر، وإذا كلس المرجان عقد الزئبق، فمنه: أبيض، ومنه: أحمر، ومنه: أسود، وهو يقوي البصر كحلًا، وينشف رطوبة العين. انتهى. وقيل: اللؤلؤ: كبار الدر، والمرجان: صغاره.
﴿الْجَوَارِ﴾ السفن الكبار، جحع جارية. ﴿الْمُنْشَآتُ﴾؛ أي: المصنوعات. ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾ الجبال، واحدها علم، وهو الجبل العالي كما في قول الخنساء:

وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ كأنَّهُ عَلَمٌ فِيْ رَأْسِهِ نَارُ
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦)﴾ أصله: فاني، أستثقلت الضمة على الياء ثم حذفت فالتقى ساكنان، ثم حذفت الياء لبقاء دالها وهو كسرة النون، فصار فان. ﴿وَيَبْقَى﴾ فيه إعلال بالقلب. أصله: يبقى بوزن يفعل، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)﴾، أي: يطلبون منه ما يحتاجون إليه في ذواتهم حدوثًا وبقاءً، وفي سائر أحوالهم بلسان المقال أو بلسان الحال، ﴿هُوَ فِي شَأْنٍ﴾؛ أي: في أمر من الأمور، فيحدث أشخاصًا، ويجدد أحوالًا. ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾؛ أي: سنتجرد لحسابكم وجزائكم يوم القيامة. والمراد: التوفر على الجزاء والانتقام منهما. قال الزجاج: الفراغ في اللغة على ضربين. أحدهما: الفراغ من الشغل، والآخر: القصد إلى الشيء، والإقبال عليه كما هنا اهـ. ﴿أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ قال الراغب: الثقل والخفة متقابلان، وكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به. يقال: هو ثقيل. وأصله في الأجسام، ثم يقال في المعاني، أثقله الغرم،


الصفحة التالية
Icon