الدنيا. وقيل: إنهما منزلان، يتنقل بينهما لتتوفر دواعي لذته، وتظهر آثار كرامته.
﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨)﴾ وذوات مثنى ذات بمعنى صاحبة، وأصل ذات: ذوية، قلبت ﴿الواو﴾ ألفًا لتحركها بعد فتح. وفي تثنيتها لغتان. الرد على الأصل، فإن أصلها ذوية؛ لأنها مؤنثة ذوي. والتثنية على اللفظ بأن يقال: ذاتا، والأفنان: جمع فن بمعنى نوع؛ أي: ذواتا أنواع من الأشجار والثمار. يقال: افتن فلان في حديثه إذا أخذ في فنون منه، وضروب مختلفة، أو جمع فنن بمعنى غصن؛ أي: ذواتا أغصان دقيقة التي تتفرع من فروع الشجر، وخصت بالذكر؛ لأنها التي تورق، وتثمر، وتمد الظل.
﴿زَوْجَانِ﴾؛ أي: صنفان، رطب ويابس. ولا يقصر يابسه عن رطبه في الفضل والطيب. ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ﴾ جمع فراش. وهو البساط ﴿بَطَائِنُهَا﴾ جمع بطانة ضد الظهارة، ولكن المراد هنا: ما يلي الأرض، كما مرّ. والهمزة فيه بدلة عن الألف الواقعة حرف مد ثالثًا زائدًا في اسم مؤنث جمع على فعائل.
﴿مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ والإستبرق: ما غلظ من الحرير. قيل: استفعل من البريق. وهو الإضاءة. وقيل: من البرقة. وهو اجتماع ألوان، وجعل اسمًا وأعرب إعرابه.
﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ﴾ والجنى: الثمرة التي قد أدركت على الشجرة. وهو اسم بمعنى المجني، كالقبض بمعنى المقبوض. وفيه إعلال بالقلب، أصله: جني قلبت الياه ألفًا لتحركها بعد فتح. وقوله: ﴿دَانٍ﴾ من الدنو بمعنى القرب، أصله: دانوا، مثل: غازو، فوزنه فاع لأعلاله إعلال غاز.
﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ وهو من إضافة اسم الفاعل إلى منصوبه تخفيفًا، ومتعلق القصر محذوف، كما مر؛ أي: نساء يقصرن أبصارهن على أزواجهن، لا ينظرن إلى غيرهم. والطرف: أصله مصدر، فلذلك وحد. وقيل: الطرف طرف غيرهن؛ أي: قصرن عيني من ينظر إليهن عن النظر إلى غيرهن.
﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾؛ أي: لم يفتضهن. يقال: طمث المرأة من باب ضرب إذا افتضها بالتدمية؛ أي: أزال بكارتها. فالطمث: الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر، ثم أطلق على كل جماع طمث، وإن لم يكن معه. وفي "المصباح" طمث


الصفحة التالية
Icon