بناتي الفاقة من بعدي، إني أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة كل ليلة. فإنّي سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا"، اهـ قرطبيّ. وقد روى هذا الحديث البيهقيُّ، وغيره كما مرّ آنفًا، إنما أعدناه لهذه القصة. قال سعدي المفتي: هذا حديث صحيح.
وفي رواية أخرى: من داوم على قراءة سورة الواقعة لم يفتقر أبدًا. قال ابن عطية: فيها ذكر القيامة، وحظوظ الناس في الآخرة، وفهم ذلك غنى لا فقر معه، ومن فهمه يشتغل بالاستعداد للآخرة.
قال الغزالي رحمه الله تعالى في "منهاج العابدين": قراءة هذه السورة عند الشدّة في أمر الرزق والخصاصة شيء وردت به الأخبار المأثورة عن النبيّ - ﷺ -، وعن الصحابة رضي الله تعالى عنهم، حتى ابن مسعود رضي الله عنه حين عوتب في أمر أولاده؛ إذ لم يترك لهم في الدنيا، قال: لقد خلفت لهم سورة الواقعة.
فإن قلت: إرادة متاع الدنيا بعمل الآخرة لا تصح.
قلت: مراده أن يرزقهم الله تعالى قناعة أو قوة يكون لهم عدة على عبادة الله تعالى، وقوّة على درس العلم. وهذا من جملة إرادة الخير دون الدنيا فلا رياء، انتهى كلامه.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *