بعد فنائها. ﴿وَالظَّاهِرُ﴾؛ أي: الذي ظهرت دلائل وجوده، وتكاثرت، فهو ظاهر بآثاره وأفعاله، وظاهر بغلبته على مخلوقاته وتسخيرها لإرادته. ﴿وَالْبَاطِنُ﴾؛ أي: الذي خفي عنا كنه ذاته، فلم تره العيون، فهو باطن بذاته، ومشرق بجماله وكماله، وباطن بعلمه بما خفي من مخلوقاته، فلا تخفى عليه خافية.
﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ أصله: أيوام بوزن أفعال، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت فيها الياء، فصار أيَّام بوزن أعال.
﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾ من الولوج. وهو الدخول في مضيق، وفي "المناسبات": الولوج: الدخول في الساتر لجملة الداخل، وفيه إعلال بالحذف، أصله: يولج بوزن يفعل، حذفت فاؤه في المضارع لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، وهي الواو. إذ ماضيه ولج، فهو مثال واويّ.
﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ قرىء مبنيًّا للمفعول من رجع رجعًا؛ أي: رد ردًّا وبالبناء للفاعل من رجع رجوعًا إذا صار إليه. ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ﴾ من أولج الرباعي، والإيلاج: الإدخال. يستعمل في المحسوسات كإيلاج الحشفة في الفرج، وفي "المعنويات" كإيلاج الليل في النهار.
﴿وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ﴾ والميثاق: العهد المؤكد باليمين. وأصله: موثاقكم، قلبت الواو ياء لسكونها إثر كسرة. ﴿وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ﴾ أصله: موراث، من الوراثة، قلبت الواو ياء لسكونها إثر كسرة، فصارت حرف مدٍّ.
﴿أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾؛ أي: أرفع منزلة عند الله تعالى، وبعظم الدرجة يكون عظم صاحبها. فالدرجة بمعنى المرتبة والطبقة، وجمعها درجات. وإذا كانت بمعنى المرقاة فجمعها درج.
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ والإقراض حقيقته: إعطاء العين على أن يرد بدله من القرض. وهو في الأصل: القطع، من قرض الثوب بالمقراض إذا قطعه به، ثم سمي به ما يقطعه الرجل من أمواله فيعطيه عينًا بشرط رد بدله. فعلى هذا يكون ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ مفعولًا به.
﴿يَسْعَى نُورُهُمْ﴾ وأصله: يسعى بوزن يفعل، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت


الصفحة التالية
Icon