كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}، وقوله: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠)﴾.
٣ - ﴿فِي رَقٍّ﴾ متعلق بمسطور؛ أي: مكتوب في رق؛ أي: في جلد رقيق. ﴿مَنْشُورٍ﴾؛ أي: مبسوط. وقرأ الجمهور (١) ﴿فِي رَقٍّ﴾ بفتح الراء. وقرأ أبو السَّمال في ﴿رق﴾ بكسرها. قال الجوهري: الرق بالفتح: ما يكتب فيه. وهو جلد رقيق، ومنه قوله تعالى: ﴿فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣)﴾. وقال المبرد: الرق: ما رق من الجلد ليكتب فيه. والمخشور: المبسوط. قال أبو عبيدة: وجمعه رقوق. وأما الرق بالكسر: فهو المملوك. يقال: عبد رق، وعبد مرقوق.
٤ - ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤)﴾ في السماء السابعة. وقيل: في سماء الدنيا. ويسمى الضراح (٢) بضم الضاد المعجعة. لأنّه ضرح؛ أي: رفع وأبعد، حيث كان في السابعة. ووصفه بالعمارة باعتبار من يدخل إليه من الملائكة، ويعبد الله فيه. وقيل: الكعبة، ووصفها بالعمارة باعتبار عمارتها بالحجاج، والعمار، والمجاورين فيها. وقال بعضهم: المراد باليت المعمور: قلب المؤمنين، وعمارته بالمعرفة والإخلاص. فإنَّ كل قلب ليس فيه ذلك فهو خراب، فكأنه لا قلب.
٥ - ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥)﴾؛ أي: السماء المرفوعة عن الأرض مقدار خمس مئة عام. قال تعال: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾. سمَّاها سقفًا لكونها كالسقف للأرض. وقيل: هو العرش. ولا يخفى (٣) حسن موقع العنوان المذكور من حيث اجتماع السقف مع البيت، ومن حيث أن العرش على التقدير الثاني، والبيت المعمور مقاربان تقارب السقف بالبيت.
٦ - ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)﴾؛ أي: المملوء ماء. وهو البحر المحيط الأعظم الذي منه مادة جميع البحار المتصلة والمنقطعة. وهو بحر لا يعرف له ساحل، ولا يعلم عمقه إلا الله تعالى. والبحار التي على وجه الأرض خلجان منه. وفي هذا البحر عرش إبليس لعنه الله. وفيه مدائن تطفو على وجه الماء. وهي آهلة من الجن في مقابلة الربع الخراب من الأرض. وفيه من الجزائر المسكونة والخالية ما لا يعلمه
(٢) روح البيان.
(٣) روح البيان.