المباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان: كالمال والجاه.
﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ﴾ والغيث: المطر المحتاج إليه؛ لأنّه يغيث الناس من الجدب عند قلة المياه، فهو مخصوص بالمطر النافع بخلاف المطر؛ فإنه عام. ﴿أَعْجَبَ الْكُفَّارَ﴾؛ أي: الحرّاث والزرّاع. قال الأزهري: والعرب تقول للزارع: كافر؛ لأنه يكفر؛ أي: يستر بذره بتراب الأرض، والكفر في اللغة: التغطية، ولهذا سمي الكافر كافرًا؛ لأنه يغطي الحق بالباطل، والكفر أيضًا: القبر لسترها الناس.
﴿ثُمَّ يَهِيجُ﴾ يقال: هاج النبت هيجًا وهيجانًا، وهياجًا بالكسر إذا يبس، والهائجة: أرض يبس بقلها أو اصفر، وأهاجه أيبسه وأهيجها وجدها هائجة للنبات. ﴿ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا﴾ قال في "القاموس": الحطم: الكسر أو خاص باليابس.
﴿أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ أصله: أعتدت، قلبت التاء دالًا فأدغمت الدال في الدال فصار أعدت؛ أي: هيئت. ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ﴾ والمصيبة أصلها في الرمية، يقال: أصاب السهم إذا وصل إلى المرمى الصواب، ثم اختص بالنائبة والحادثة. وأصل ﴿أَصَابَ﴾ أصوب بوزن أفعل، نقلت حركة ﴿الواو﴾ إلى الصاد، فسكنت لكنها أبدلت ألفًا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها الآن. ﴿مُصِيبَةٍ﴾ أصله: مصوبة بوزن مفعلة اسم فاعل من أصاب الرباعي، نقلت حركة ﴿الواو﴾ إلى الصاد فسكنت إثر كسرة فقلبت ياء حرف مد.
﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا﴾ مضارع منصوب بحذف النون، والواو: فاعل. وأصله: تأسيون، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، فصارت تأساون، فالتقى ساكنان: الألف والواو التي هي الفاعل، فحذفت لالتقاء الساكنين، فصار وزنه تفعون؛ لأن لامه التي هي الياء المنقلبة ألفًا قد حذفت. والمصدر أسى مقصور، فيقال: أسي أسًى مثل: جوي جوًى من باب تعب. فقول بعض النحاة عند الاستشهاد بهذه الآية في باب النواصب. والتقدير: لأجل عدم إساءتكم فيه نظر؛ لما علمت من أن مصدر هذا الفعل أسًى لا إساءة، اهـ شيخنا. وفي "المصباح": أسي أسًى من باب تعب حزن، فهو أسي على فعيل مثل: حزين اهـ. وفي "المختار": وأسي على مصيبته من باب عدا أي: حزن، وأسي له أي: حزن له، اهـ.