تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦)}.
﴿أَفَسِحْرٌ﴾ الهمزة للاستفهام الانكاري، داخلة على محذوف. والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، تقديره: أكنتم تقولون للوحي هذا سحر فسحر هذا؟ والجملة المحذوفة مستأنفة. ﴿سِحْرٌ﴾ خبر مقدم، ﴿هَذَا﴾ مبتدأ مؤخر. والجملة الاسمية معطوفة على تلك المحذوفة. ﴿أمْ﴾ منقطعة بمعنى بل الأضرابية، وهمزة الإنكار، ﴿أَنْتُمْ﴾ مبتدأ، وجملة ﴿لَا تُبْصِرُونَ﴾ خبره. والجملة مستأنفة؛ لأنّ الكلام الأول تمّ عند قوله: ﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا﴾. ويجوز أن تكون متصلة؛ أي: ليس شىء منهما ثابتًا، فثبت أنكم قد بعثتم وجوزيتم بأعمالكم، وأنّ الذي ترونه حق. فهو تقريع شديد، وتهكّم فظيع. وبعد هذا التقريع يقال لهم: اصلوها الخ. ﴿اصْلَوْهَا﴾ فعل أمر، وفاعل، ومفعول به. والجملة في محل النصب، مقول للقول المحذوف. ﴿فَاصْبِرُوا﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة، ﴿اصبروا﴾ فعل أمر وفاعل، والجملة معطوفة على ﴿اصْلَوْهَا﴾، ﴿أو﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ ناهية جازمة، ﴿تَصْبِرُوا﴾ فعل، وفاعل مجزوم بلا الناهية. والجملة معطوفة على ﴿اصبروا﴾. ﴿سَوَاءٌ﴾. خبر لمبتدأ محذوف، أي: صبركم وعدم صبركم مستويان. ﴿عَلَيْكُمْ﴾ متعلق بـ ﴿سَوَاءٌ﴾. والجملة مقول للقول المحذوف. ونحا الزمخشري إلى إعرابها مبتدأ، خبره محذوف؛ أي: سواء عليكم الأمران، وتبعه أبو حيان. ولا مانع من ذلك؛ لأن ما في سواء من معنى التسوية أفادها فائدة سوَّغت إعرابها مبتدأ. ﴿إِنَّمَا﴾ كافة ومكفوفة، ﴿تُجْزَوْنَ﴾ فعل مضارع، مغير الصيغة، ونائب فاعل، ﴿مَا﴾ اسم موصول في محل النصب، مفعول ثان لـ ﴿تُجْزَوْنَ﴾. والجملة الفعلية مقول للقول المحذوف على كونها معللة لما قبلها. ﴿كُنْتُمْ﴾ فعل ناقص واسمه، وجملة ﴿تَعْمَلُونَ﴾ خبره. وجملة كان صلة لـ ﴿مَا﴾ الموصولة، والعائد محذوف؛ أي: ما كنتم تعملونه.
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩)﴾.
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ﴾ ناصب واسمه، ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ خبره، ﴿وَنَعِيمٍ﴾ معطوف على ﴿جَنَّاتٍ﴾. والجملة مستأنفة، مسوقة لبيان بشرى المتقين. ﴿فَاكِهِينَ﴾ حال من الضمير المستكن في خبر ﴿إِنَّ﴾، ﴿بِمَا﴾ متعلق بـ ﴿فَاكِهِينَ﴾؛ ﴿آتَاهُمْ رَبُّهُمْ﴾ فعل ومفعول أول، وفاعل، والمفعول الثاني محذوف؛ أي: إيّاه. والجملة صلة لـ ﴿ما﴾


الصفحة التالية
Icon