الفاضل فيه لأن صلته ملكة والأعدام مسبوقة بملكاتها.
وقال بعضهم (١): قدم ﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾ لذكر الذين نسوا الله قبله، ولكثرة أهلها.
ولفظ ﴿النَّارِ﴾ باللام من أعلام جهنم، كالساعة للقيامة. ولذا كثيرًا ما تذكر في مقابلة الجنة، كما في هذا المقام. وجاء في الشعر:
الْجَنَّةُ الدَّارُ فَاعْلَمْ إِنْ عَمِلْتَ بِمَا | يُرَضِي الإِلَهَ وَإِنِ فرّطْتَ فَالنَّارُ |
هُمَا مَحَلَّانِ مَا لِلنَّاسِ غَيْرُهُمَا | فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ مَاذَا أَنْتَ تَخْتَارُ |
ونحو الآية: قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٢١)﴾، وقوله: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨)﴾.
والمعنى (٢): أي لا يستوي الذين نسوا الله فاستحقوا الخلود في النار، والذين اتقوا الله فاستحقوا الخلود في الجنة.
ثم بين عدم استوائهما، فقال: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ بكل مطلوب الناجون من كل مكروه. وهو استئناف مبين لكيفية عدم الاستواء بين الفريقين.
(١) روح البيان.
(٢) المراغي.
(٢) المراغي.