﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ في الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩)﴾.
﴿إِنَّمَا﴾: أداة حصر، ﴿يَنْهَاكُمُ اللهُ﴾: فعل ومفعول، وفاعل، والجملة مستأنفة. ﴿عَنِ الَّذِينَ﴾: متعلق بـ ﴿يَنْهَاكُمُ﴾، وجملة ﴿قَاتَلُوكُمْ﴾ صلة الموصول، ﴿في الدِّينِ﴾: متعلق بـ ﴿قَاتَلُوكُمْ﴾، ﴿وَأَخْرَجُوكُمْ﴾: معطوف على ﴿قَاتَلُوكُمْ﴾، ﴿مِنْ دِيَارِكُمْ﴾: متعلق بـ ﴿أخرجوكم﴾، ﴿وَظَاهَرُوا﴾: معطوف على ﴿قاتلوكم﴾ أيضًا، ﴿عَلَى إِخْرَاجِكُمْ﴾: متعلق بـ ﴿ظاهروا﴾، وجملة ﴿أَنْ تَوَلَّوْهُمْ﴾ في تأويل مصدر مجرور على أنه بدل من ﴿الدِّينِ﴾ بدل اشتمال مثل ما مر آنفًا. ﴿وَمَنْ﴾: ﴿الواو﴾: استنئافية، ﴿مِنْ﴾ اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الشرط أو الجواب أو هما، ﴿تَوَلَّوْهُمْ﴾: فعل مضارع وفاعل مستتر، ومفعول به، مجزوم بـ ﴿مَنْ﴾ الشرطية على كونه فعل شرط لها. ﴿فَأُولَئِكَ﴾: ﴿الفاء﴾: رابطة لجواب ﴿مَنْ﴾ الشرطية، ﴿أُولَئِكَ﴾: مبتدأ، ﴿هُمُ {هُمُ﴾ ضمير فصل، ﴿الظَّالِمُونَ﴾: خبر المبتدأ، أو خبر ﴿هُمُ﴾ والجملة الاسمية في محل الجزم بـ ﴿مَنْ﴾ الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة ﴿مَنْ﴾ الشرطية مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾؛ أي: ترسلون إليهم أخبار الرسول بسبب المودة التي بينكم وبينهم. وأصله: تلقيون بوزن تفعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت.. التقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت القاف لمناسبة الواو. ﴿تسرون﴾: أصله: تسررون بوزن تفعلون، نقلت حركة الراء الأولى إلى السين، فسكنت فأدغمت في الراء الثانية. ﴿بِالْمَوَدَّةِ﴾: الود: محبة الشيء وتمني كونه، ويستعمل في كل واحد من المعنيين. ﴿جِهَادًا في سَبِيلِي﴾: والجهاد - بالكسر -: القتال مع العدو كالمجاهدة، وفي "التعريفات": هو الدعاء إلى الدِّين الحق. وفي "المفردات": الجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، وهو جهاد العدو الظاهر، وجهاد الشيطان، وجهاد النفس، ويكون باليد واللسان. والمرضاة مصدر كالرضا. ﴿وَأَنَا أَعْلَمُ﴾: أفعل تفضيل؛ أي: من كل أحد. ويصح أن يكون فعلًا مضارعًا عدي بالباء؛ لأنك تقول: علمت بكذا. ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ﴾ في "المصباح":


الصفحة التالية
Icon