الآخرة خير لكم مما يفيدكم في الدنيا، من التمتع بخيراتها وكسب لذاتها، فتلك باقية وهذه فانية، والله خير الرازقين وأفضلهم وأوسعهم رزقًا، فإليه سبحانه فاسعوا ومنه فاطلبوا الرزق، ولن يفوتكم ذلك بسماع عظاته، فالله كفيل برزقكم ولم ينقص بترككم البيع والشراء حين الصلاة وحين سماع العظات والنصائح، والله أعلم.
الإعراب
﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢)﴾.
﴿يُسَبِّحُ﴾: فعل مضارع، ﴿لِلَّهِ﴾: متعلق به، ﴿مَا﴾: اسم موصول في محل الرفع فاعل، ﴿فِي السَّمَاوَاتِ﴾: صلة لـ ﴿ما﴾، والجملة مستأنفة. ﴿وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾: معطوف على ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾، ﴿الْمَلِكِ﴾: صفة للجلالة، أو بدل منه، وكذا قوله: ﴿الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾: صفات له، أو بدل منه. ﴿هُوَ الَّذِي﴾: مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة. ﴿بَعَثَ﴾: فعل ماضي، وفاعل مستتر، صلة الموصول، ﴿فِي الْأُمِّيِّينَ﴾: متعلق بـ ﴿بَعَثَ﴾، ﴿رَسُولًا﴾: مفعول به، ﴿مِنْهُمْ﴾: صفة لـ ﴿رَسُولًا﴾، ﴿يَتْلُو﴾: فعل وفاعل مستتر يعود على الرسول، ﴿عَلَيْهِمْ﴾: متعلق بـ ﴿يَتْلُو﴾، ﴿آيَاتِهِ﴾: مفعول به، والجملة نعت ثان لـ ﴿رَسُولًا﴾ أو حال منه لتخصصه بالصفة. ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾: فعل وفاعل مستتر ومفعول به معطوف على ﴿يَتْلُو﴾، ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾: فعل وفاعل مستتر ومفعولان، ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾: معطوف على ﴿الْكِتَابَ﴾، والجملة معطوفة على ﴿يَتْلُو﴾. ﴿وَإِنْ﴾: الواو: حالية، ﴿إِنْ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن؛ أي: وإنه، ﴿كَانُوا﴾: فعل ناقص واسمه، ﴿مِنْ قَبْلُ﴾: متعلق بـ ﴿كَانُوا﴾ أو حال من الواو، ﴿لَفِي﴾: ﴿اللام﴾: حرف ابتداء، ﴿فِي ضَلَالٍ﴾: خبر كان، ﴿مُبِينٍ﴾: نعت ﴿ضَلَالٍ﴾، وجملة ﴿كان﴾ في محل الرفع خبر لـ ﴿إن﴾ المخففة، وجملة ﴿إن﴾ المخففة في محل النصب حال من هاء ﴿يعلمهم﴾ أو مستأنفة.
﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)﴾.