المخاطب، ﴿قل﴾: فعل أمر، وفاعل مستتر، والجملة مستأنفة. ﴿ما﴾: اسم موصول في محل الرفع مبتدأ، ﴿عِنْدَ اللهِ﴾: ظرف متعلق بمحذوف صلة لـ ﴿ما﴾، ﴿خَيْرٌ﴾: خبر المبتدأ، ﴿مِنَ اللَّهْوِ﴾: متعلق بـ ﴿خَيْرٌ﴾، ﴿وَمِنَ التِّجَارَةِ﴾: معطوف على ﴿مِنَ اللَّهْوِ﴾. والجملة الاسمية في محل النصب مقول ﴿قل﴾. ﴿وَاللَّهُ﴾: مبتدأ، ﴿خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾: خبره، والجملة معطوفة على الجملة قبلها على كونها مقولًا لـ ﴿قل﴾. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿الْقُدُّوسِ﴾: بضم القاف وتشديد الدال، من أسماء الله تعالى؛ أي: الطاهر، أو المبارك، أو المنزه عن كل النقائص المتصف بكل كمال. وكل فعول مفتوح الفاء غير القدوس وسبوح وذروح وفروج فبالضمّ ويفتحن.
﴿فِي الْأُمِّيِّينَ﴾: هم العرب، جمع أمي، نسبة إلى الأم التي ولدته؛ لأنه على الحال التي ولد عليها لم يتعلم الكتابة والحساب، فهو على الجبلة الأولى.
﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ﴾ والفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة قراءة متتابعة متسلسلة؛ كقراءة القرآن والحديث ودراسة العلم، والقراءة أعم من التلاوة؛ لأنها جمع الحروف باللفظ، ولو في كلمة، لا اتباعها، ذكره في "الروح". ﴿وَآخَرِينَ﴾: جمع آخر، بمعنى غير. ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ﴾؛ أي: علموها، وكلفوا العمل بها. ﴿ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾؛ أي: لم يعملوا بها، ولم ينتفعوا بها. ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ﴾ والحمار: حيوان معروف، يعبر به عن الجهل، كقولهم: هو أكفر من الحمير؛ أي: أجهل؛ لأن الكفر من الجهالة. قال الشاعر:

تَعَلَّمْ يَا فَتَى فَالْجَهْلُ عَارُ وَلَا يَرْضَى بِهِ إِلَّا الْحِمَارُ
﴿يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾: جمع سفر - بكسر السين - كشبر وأشبار. قال الراغب: السفر: الكتاب الكبير الذي يسفر عن الحقائق؛ أي: يكشف عنها. وخصّ لفظ الأسفار في الآية إشارة إلى أن التوراة وإن كانت تكشف عن معانيها إذا قرئت وتحقق ما فيها فالجاهل لا يكاد يستبينها، كالحمار الحامل لها. وفي "القاموس": السفر: الكتاب الكبير، أو جزء من أجزاء التوراة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا﴾؛ أي: تهودوا. أي: صاروا يهودًا، من هاد يهود


الصفحة التالية
Icon