هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)}. وفي هذا عبرة لمن اعتبر ولم يفرط في أداء الحقوق والواجبات. واستنبط (١) بعضهم عمر النبي - ﷺ - من هذه الآية، فالسورة رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
ثم حذرهم وأنذرهم بأنه رقيب عليهم في كل ما يأتون وما يذرون، فقال: ﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ لا يخفى عليه شيء منه، فمجازيكم على الإحسان إحسانًا، وعلى الإساءة إعراضًا عنكم وسخطًا وبعدًا عن رضوانه. إنك لا تجني من الشوك العنب، فسارعوا في الخيرات، واستعدوا لما هو آت.
وقرأ الجمهور (٢): ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ بالفوقية، خطابًا للناس كلهم. وقرأ أبو بكر عن عامر، والسلمي بالتحتية، خص الكفار بالوعيد، ويحتمل العموم.
الإعراب
﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (١)﴾.
﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه منصوب بجوابه، ﴿جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾: فعل ومفعول به، وفاعل، والجملة في محل الخفض بإضافة ﴿إِذَا﴾ إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب. ﴿قَالُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة جواب ﴿إِذَا﴾ الشرطية، وجملة ﴿إِذَا﴾ الشرطية مستأنفة. ﴿نَشْهَدُ﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر، والجملة في محل النصب مقول ﴿قَالُوا﴾، ﴿إِنَّكَ﴾: ناصب واسمه، ﴿لَرَسُولُ اللَّهِ﴾: ﴿اللام﴾: حرف ابتداء، ﴿رسول الله﴾: خبره، وجملة ﴿إن﴾ جواب القسم لا محل لها من الإعراب. لأن معنى ﴿نَشْهَدُ﴾: نحلف فهو جارٍ مجرى القسم. وعبّر عن الحلف بالشهادة؛ لأن كل واحد منهما إثبات لأمر عين. ﴿وَاللَّهُ﴾: ﴿الواو﴾: اعتراضية، ﴿الله﴾: مبتدأ، وجملة ﴿يَعْلَمُ﴾: خبره، والجملة الاسمية اعتراضية لاعتراضها بين قولهم: ﴿نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ﴾ وبين قوله: ﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ﴾. ﴿إِنَّكَ﴾: ناصب واسمه، ﴿لَرَسُولُهُ﴾: خبره. ﴿اللام﴾: حرف ابتداء، وجملة ﴿إن﴾ سادة مسد مفعولي ﴿يَعْلَمُ﴾. ﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ﴾: ﴿الواو﴾:

(١) روح البيان.
(٢) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon