رأس شجر، والحمل - بالكسر -: ما كان على ظهر أو رأس. اهـ. والمراد به هنا الحَبَل؛ أي: الثقل المحمول في البطن، وهو الولد في البطن. والمعنى: والحبالى منهن. ﴿أَنْ يَضَعْنَ﴾ مضارع وضع، وقياس مضارعه: يوضع، لكنهم حذفوا فالله التي هي الواو حملًا له على المثالي المكسور العين. ﴿مِنْ وُجْدِكُمْ﴾ بضم الواو باتفاق القراء. والوجد: القدرة والغنى، يقال: افتقر فلان بعد وجده؛ أي: غناه. وفي "المختار": وجد في المال وجدًا، بضم الواو وفتحها وكسرها، وجدة أيضًا بالكسر؛ أي: استغنى. ﴿وَلَا تُضَارُّوهُنَّ﴾ أصله: تضاررونهن، حذفت نون الرفع لدخول الجازم، وهو ﴿لا﴾ الناهية، ثم أدغمت الراء الأولى في الثانية.
﴿فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ﴾ الرضاع لغة: شرب اللبن من الضرع أو الثدي، وشرعًا: وصول لبن آدمية مخصوصة جوف طفل مخصوص على وجه مخصوص. ﴿فَآتُوهُنَّ﴾ أصله: فائتيوهن، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت الياء حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت التاء لمناسبة واو الجماعة، وأبدلت الهمزة الثانية ألفًا، وحذفت نون الرفع. ﴿وَأْتَمِرُوا﴾ الأصل: ائتمروا، بهمزة وصل قبل الهمزة فاء الفعل من ائتمر الخماسي، فلما دخلت الواو استغني بها عن همزة الوصل للتمكن من النطق عند وجودها. وقرىء: ﴿وَأْتَمِرُوا﴾ بإبدال الهمزة ألفًا حرف مدّ للواو، فالائتمار بمعنى التآمر، كاشتوار بمعنى التشاور، يقال: ائتمر القوم وتآمروا، إذا أمر بعضهم بعضًا. يعني: الافتعال قد يكون بمعنى التفاعل، وهذا منه.
﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ﴾ قوله: ﴿سَعَةٍ﴾ فيه إعلال بالحذف، أصله: وسعة، حذفت الفاء من المصدر حملًا له على المضارع، فوزنه (عَلَةْ) ظهرت الفتحة على السين عين الكلمة؛ لأن الفعل من باب فعل بكسر العين، يفعل بفتحها، والتاء عوض عن الواو المحذوفة. ﴿مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ﴾ أصله: أءتيه، بوزن أفعل، أبدلت الهمزة الساكنة ألفًا حرف مد للأولى، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وكذلك القول في قوله: ﴿آتَاهُ﴾. ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾. و ﴿وَكَأَيِّنْ﴾ كـ (كم) الخبرية في كونها للتكثير. والقرية: اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس. والمعنى: وكثير من أهل قرية. ﴿عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا﴾ قال في "المفردات": العتو: النبو عن الطاعة. وفي "القاموس": عتا يعتو عتوًا، وعتيًا وعتيًّا: استكبر وجاوز الحد، فهو عاتٍ وعتيٌّ. انتهى. وأصل عتا: عتو، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لما اتصلت


الصفحة التالية
Icon