خلاصة ما تضمنته هذه السورة من الشؤون
اشتملت هذه السورة على أحكام شرعية، ومناهج دينية، وفتاوى إسلامية وضعت لإقامة العدل بين الخلق، وما أهل الأرض ولا أحكامهم ولا شرائعهم ولا دياناتهم إلا لمحة من نور العدل العام، وقبضة من فيضه، وزهرة من شجرته، فكم بين السموات والأرض من قضاء في هذا الفضاء الواسع الصامت لفظًا، الناطق معنى؟ وكم من حكم بيننا نرى أثره، ولا نسمع النطق به؟ ترى الشمس محكومًا عليها أن تطلع من مواضع في المشرق وتغيبَ في مواضع في المغرب لا تجوزها، وترى الرياح محكومًا عليها والسحب مأمورة والأنهار جارية، والمزارع قد حكم عليها أن تكون في زمن خاص وأمكنة خاصة، فليس للقطن أن ينبت في البلاد الباردة، ولا أن يثمر في زمن الشتاء، ولا للنخل أن يثمر إلا بعد عدد من السنين، وكل ذلك حكم لمصلحة الناس وسعادتهم في دنياهم.
فانظر أيّ الحكمين أكثر منفعة، أَحُكْمٌ لمصلحةِ أشخاصٍ متنازعِينَ، أَم حكمٌ بسعادة هؤلاء المتنازعين من كل أهل ملة ودين؟
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *