الرفع لدخول أداة الجزم ﴿لا﴾ عليه، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، لكنها حذفت لما التقت بواو الجماعة لالتقاء الساكنين. ﴿وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ أصله: تناجيون، حذفت نون الرفع لبناء الأمر، ثم قلبت الياء ألفًا، وحذفت لالتقاء الساكنين.
﴿لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: وفي "القاموس": الحزن بالضم، ويحرك: الهم والجفع: أحزان، وحزن كفرح، وحزنه الأمر حزنًا - بالضم - وأحزنه: جعله حزينًا، وحزنه: جعل فيه حزنًا. وقال الراغب: الحُزْنُ والحَزَن: خشونة في الأرض، وخشونة في النَّفْس؛ لما يحصل فيها من الغم، ويضاده الفرح، ولاعتبار الخشونة بالغمّ قيل: خشنت بصدره، إذا أحزنته.
﴿بِضَارِّهِمْ﴾: الأصل: بضاررهم، أدغمت الراء في الراء للقاعدة المقررة عندهم؛ وهي: أن كل مثلين متحركين في كلمة يدغم الأول منهما في الثاني إلا ما استثني من ذلك، كما هو مقرر في محله.
﴿إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا﴾؛ أي: توسعوا، وليفسح بعضكم عن بعض، ولا تتضاموا من قولهم: أفسح عني؛ أي: تنحّ، وأنت في فسحة من دِينك؛ أي: في وسعة ورخصة، وفلان فسيح الخلق؛ أي: واسع الخلق. ﴿يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾؛ أي: في رحمته، ويوسع لكم في أرزاقكم. ﴿وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا﴾؛ أي: انهضوا للتوسعة على المقبلين. ﴿فَانْشُزُوا﴾؛ أي؛ فانهضوا، ولا تتباطؤوا. يقال: نشز الرجل إذا نهض، وارتفع في المكان نشزًا. والنشز كالفلس، وكذا النشز - بفتحتين -: المكان المرتفع من الأرض، ونشز فلان إذا قصد نشزًا، ومنه: نشز فلان عن مقره، وقلب ناشز: ارتفع عن مكانه رعبًا.
﴿فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾: أصل ﴿تاب﴾: توب بوزن فعل، تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، نظيرَ: قال. ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ الأصل فيه: أقوموا بوزن افعلوا، نقلت حركة الواو إلى القاف فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياء حرف مدّ. ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ أصله: أأتيوا، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت التاء لمناسبة الواو، وأبدلت الهمزة الساكنة ألفًا حرف مدّ للهمزة المفتوحة. ﴿الزَّكَاةَ﴾: الألف منقلبة عن واو؛ ولذلك ترسم بالواو.


الصفحة التالية
Icon