العزة على الإثم. ﴿الْمِهَادُ﴾: جمع المهد، وهو الموضع المهيأ للنوم، ومنه مهد الصبي، وسميت جهنم مهادًا؛ لأنها مستقر الكفار.
﴿مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ﴾؛ أي: يبيع نفسه في مرضاة الله، يقال: شرى المال يشري - من باب رمى - إذا باع، ومنه قوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ وقد يكون يشري بمعنى: يشتري، لا بمعنى يبيع ويبذل، وهو المناسب لسبب نزول الآية. ﴿ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ والمرضاة: مصدر ميمي بمعنى الرضا، تقول: رضي يرضى رضا ومرضاة، ضد سخط.
﴿فِي السِّلْمِ﴾ بفتح السين وكسرها مع سكون اللام فيهما قال الكسائي: معناهما واحد الإِسلام والمسالمة، وقال أبو عمرو بن العلاء: إنه بالفتح للمسالمة، وبالكسر للإسلام، ورجح الطبري أنه هنا بمعنى الإِسلام. ﴿كَافَّةً﴾ بمعنى جميعًا، وهو مشتق من قولهم: كففت؛ أي: منعت؛ أي: لا يمتنع منكم أحد من الدخول في الإِسلام، وأصل الكف المنع، ولكن المراد به هنا الجميع كما مر آنفًا. ﴿زَلَلْتُمْ﴾ يقال: زل يزل زلا وزللا وزلولا إذا دحضت قدمه، وأصل الزلل في القدم، ثم استعمل في الاعتقادات والآراء، وغير ذلك.
﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ بالبناء للمفعول وللفاعل، فـ ﴿رجع﴾ يستعمل لازمًا ومتعديًا، فالمبني للمفعول من المتعدي، ومصدره الرجع كالضرب، وهو الرد، والمبني للفاعل من اللازم، ومصدره الرجوع، على حد قول ابن مالك:

وَفَعَلَ اللَّازِمُ مِثْلُ قَعَدَا لَهُ فُعُوْلٌ بِاطِّرَادٍ كَغَدَا
﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ أصله: اسأل نقلت حركة الهمزة الثانية التي هي عين الكلمة إلى الساكن قبلها، ثم حذفت تخفيفًا، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها، فصار وزنه: فل.
البلاغة
﴿وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ﴾ معطوف على قوله: ﴿لِيُفْسِدَ﴾ من عطف


الصفحة التالية
Icon