أبو البقاء. وإنما توسطت ﴿الواو﴾ بين الصفة والموصوف؛ لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف.
﴿وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ﴾.
﴿وَعَسَى﴾ الواو: عاطفة، ﴿عسى﴾: فعل ماض تام بمعنى ﴿حق﴾. ﴿أَن﴾: حرف مصدر. ﴿تُحِبُّوا﴾: فعل وفاعل منصوب بـ ﴿أن﴾. ﴿شَيْئًا﴾: مفعول به، وجملة ﴿أَن﴾ مع مدخولها في تأويل مصدر مرفوع على الفاعلية؛ تقديره: وعسى محبتكم شيئًا، والجملة معطوفة على جملة قوله ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾. ﴿وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ﴾ جملة اسمية في محل النصب حال من ﴿شَيْئًا﴾، أو صفة له، كما مر نظيره قريبًا.
﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
﴿وَاللَّهُ﴾ هو الواو: استئنافية، ﴿اللَّهُ﴾: مبتدأ. ﴿يَعْلَمُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على ﴿الله﴾، والجملة خبر المبتدأ؛ تقديره: والله عالم، والجملة مستأنفة. ﴿وَأَنْتُمْ﴾ الواو: عاطفة، ﴿أنتم﴾: مبتدأ. ﴿لَا تَعْلَمُونَ﴾ ﴿لَا﴾: ناهية ﴿تَعْلَمُونَ﴾: فعل وفاعل، والجملة خبر المبتدأ؛ تقديره: وأنتم غير عالمين مصالحكم، والجملة معطوفة على جملة قوله ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ﴾.
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾.
﴿يَسْأَلُونَكَ﴾: فعل وفاعل ومفعول به أول، والجملة مستأنفة. ﴿عَنِ الشَّهْرِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿يسألون﴾ على كونه مفعولًا ثانيًا له. ﴿الْحَرَامِ﴾: صفة لـ ﴿الشهر﴾ بمعنى المحرم؛ أي: المعظم. ﴿قِتَالٍ﴾: - بالجر - بدل اشتمال من ﴿الشَّهْرِ﴾. ﴿فِيهِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿قِتَالٍ﴾، أو بمحذوف صفة لـ ﴿قِتَالٍ﴾، وعلى قراءة الرفع ﴿قتال﴾: مبتدأ، والجار والمجرور خبره، وسوغ الابتداء بالنكرة فيه همزة الاستفهام؛ لأنه في معنى أقتال كائن فيه؟ وهذه الجملة المستفهم عنها في محل الجر بدل من ﴿الشَّهْرِ الْحَرَامِ﴾، وزعم بعضهم: أنه مرفوع على إضمار اسم فاعل؛ تقديره: أجائز قتال فيه.


الصفحة التالية
Icon