﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ إلى قوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾: قال أبو حيان (١): وفي هذه الآيات من بدائع البديع وصنوف الفصاحة:
منها: النقل من صيغة افعلوا إلى فاعلوا؛ للمبالغة، وذلك في قوله: ﴿حَافِظُوا﴾.
ومنها: الاختصاص بالذكر في قوله: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾.
ومنها: الطباق المعنوي في ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾؛ لأن التقدير في ﴿حَافِظُوا﴾، وهو مراعاة أوقاتها وهيأتها إذا كنتم آمنين.
ومنها: الحذف في قوله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾ العدو، أو ما جرى مجراه، وفي قوله: ﴿فَرِجَالًا﴾؛ أي: فصلوا رجالا، وفي قوله: ﴿وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ سواء رفع، أو نصب وفي قوله: ﴿غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾؛ أي: لهن من مكانهن الذي يعتددن فيه، وفي قوله: ﴿فَإِنْ خَرَجْنَ﴾ من بيوتهن من غير رضا منهن، وفي قوله: ﴿فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ﴾؛ أي: من ميلهن إلى التزويج أو الزينة بعد انقضاء المدة، وفي قوله: ﴿مِنْ مَعْرُوفٍ﴾؛ أي: عادة أو شرعًا، وفي قوله: ﴿عَزِيزٌ﴾؛ أي: انتقامه، وفي قوله: ﴿حَكِيمٌ﴾؛ أي: في أحكامه، وفي قوله: ﴿حَقًّا﴾؛ أي: حق ذلك حقًّا، وفي قوله: ﴿عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾؛ أي: عذاب الله.
ومنها: التشبيه في قوله ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾.
ومنها: التجنيس المماثل؛ وهو أن يكون بفعلين أو باسمين، وذلك في قوله: ﴿عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.
ومنها: التجنيس المغاير في قوله: ﴿غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾، و ﴿فَإِنْ خَرَجْنَ﴾.
ومنها: المجاز في قوله: ﴿يُتَوَفَّوْنَ﴾؛ أي: يقاربون الوفاة.
ومنها: التكرار في قوله: ﴿مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ﴾ ثم قال: ﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ﴾ فيكون للتأكيد إن كان إياه، ولاختلاف المعنيين إن كان غيره.