معطوفة على الجملة التي قبلها على كونها مقول القول.
﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)﴾.
﴿أُولَئِكَ﴾: مبتدأ أول. ﴿عَلَيْهِمْ﴾: جار ومجرور خبر مقدم للمبتدأ الثاني. ﴿صَلَوَاتٌ﴾: مبتدأ ثان. ﴿مِنْ رَبِّهِمْ﴾: صفة لـ ﴿صَلَوَاتٌ﴾، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل الرفع خبر للمبتدأ الأول، والجملة من المبتدأ الأول وخبره مستأنفة استئنافًا بيانيًّا لا محل لها من الإعراب، كأنه قيل: ما الذي بشروا به؟ فقيل: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾. ﴿وَرَحْمَةٌ﴾: معطوف على ﴿صَلَوَاتٌ﴾: ﴿وَأُولَئِكَ﴾: ﴿الواو﴾ عاطفة، ﴿أولئك﴾ مبتدأ. ﴿هُمُ﴾ ضمير فصل. ﴿الْمُهْتَدُونَ﴾: خبره، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها على كونها مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَاشْكُرُوا لِي﴾ وشكرٌ يتعدى تارةً بنفسه، وتارةً بحرف جرٍ على حدٍّ سواء على الصحيح، وقال بعضهم: إذا قلت: شكرت لزيدٍ: فمعناه: شكرت لزيد صنيعه، فجعلوه متعديًا لاثنين: أحدهما: بنفسه، والآخر: بحرف الجر، ولذلك فسر الزمخشري هذا الموضع بقوله: واشكروا لي ما أنعمت عليكم.
وقال ابن عطية: ﴿وَاشْكُرُوا لِي﴾ واشكروني بمعنى واحد، و ﴿لي﴾ أفصح وأشهر مع الشكر، ومعناه: اشكروا نعمتي وأياديَّ، وكذلك إذا قلت: شكرتك فالمعنى: شكرت لك صنيعك وذكرته. فَحَذَف المضاف؛ إذ معنى الشكر: ذكر اليد وذكر مسديها معًا، فما حذف من ذلك فهو اختصار لدلالة ما بقي على ما حذف انتهى "سمين" وقيل: معنى الشكر هنا: الاعتراف بحق المنعم والثناء عليه، ولذلك قابله بقوله: ﴿وَلَا تَكْفُرُونِ﴾.
﴿وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ هو من كفر النعمة، وهو على حذف مضاف؛ أي: ولا تكفروا نعمتي، ولو كان من الكفر ضد الإيمان لقال: ولا تكفروا، أو: ولا تكفروا بي، وهذه النون نون الوقاية حذفت ياء المتكلم بعدها تخفيفًا لتناسب الفواصل، وقيل: المعنى واشكروا لي بالطاعة، ولا تكفرون بالمعصية.


الصفحة التالية
Icon