﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)﴾.
﴿وَإِنَّكَ﴾ ناصب واسمه، ﴿لَعَلَى خُلُقٍ﴾ جار ومجرور خبر ﴿إِنَّ﴾، واللام: حرف ابتداء، ﴿عَظِيمٍ﴾ صفة ﴿خُلُقٍ﴾، وجملة ﴿إنّ﴾ معطوفة أيضًا على جملة ﴿ما﴾ الحجازية على كونها جواب القسم. ﴿فَسَتُبْصِرُ﴾ الفاء: استئنافية والسين حرف استقبال، ﴿تبصر﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على محمد، والجملة مستأنفة. ﴿وَيُبْصِرُونَ﴾ فعل وفاعل، معطوف على جملة ﴿فَسَتُبْصِرُ﴾. ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)﴾ اختلف المعربون في إعرابه اختلافًا كثيرًا، ونورد أرجح الأقوال منها، وهي أربعة:
الأوّل: أنّ الباء مزيدة في المبتدأ، و ﴿الْمَفْتُونُ﴾ خبره، والتقدير: أيّكم المفتون. فزيدت الباء كزيادتها في نحو: بحسبك درهم.
والثاني: أنّ الباء بمعنى في الظرفية، وهي مع مجرورها خبر مقدم، ﴿الْمَفْتُونُ﴾ مبتدأ مؤخّر نظير قولك: زيد بالبصرة؛ أي: فيها. والمعنى أي: في أيّ فرقة وطائفة منكم المفتون.
والثالث: أنّه على حذف مضاف؛ أي: بأيّكم فتن المفتون، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، وتكون الباء سببية.
والرابع: أنَّ المفتون مصدر جاء على مفعول كالمعقول والميسور، والتقدير: بأيّكم الفتون. والجملة على كل التقادير في محل النصب معمولة لما قبلها؛ لأنه معلق عنها باسم الاستفهام.
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩)﴾.
﴿إِنَّ رَبَّكَ﴾ ناصب واسمه، ﴿هُوَ﴾ مبتدأ، ﴿أَعْلَمُ﴾ خبره، والجملة الابتدائية في محل الرفع خبر ﴿إِنَّ﴾، وجملة ﴿إِنَّ﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. ﴿بِمَن﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿أَعْلَمُ﴾ وجملة ﴿ضَلَّ﴾ صلة ﴿مَنْ﴾ الموصولة، ﴿عَنْ سَبِيلِهِ﴾ متعلق بضل، ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ﴾ مبتدأ وخبر، والجملة في محل الرفع معطوفة على ما قبلها على كونها خبر لـ ﴿إِنَّ﴾، ﴿بِالْمُهْتَدِينَ﴾ متعلق بـ ﴿أَعْلَمُ﴾ ﴿فَلَا تُطِعِ﴾ الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت ما ذكرته لك من علم الله بحال كل من الفريقين، وأردت بيان ما هو اللازم لك فأقول لك: لا