وفاعل، معطوف على ﴿لَيُزْلِقُونَكَ﴾، ﴿إِنَّهُ﴾ ناصب واسمه، ﴿لَمَجْنُونٌ﴾ اللام: حرف ابتداء، ﴿مجنون﴾ خبره، الجملة في محل النصب مقول ﴿يقولون﴾، ﴿وَمَا﴾ ﴿الواو﴾: حالية، ﴿ما﴾ نافية مهملة لانتقاض نفيها بـ ﴿إِلَّا﴾، ﴿هُوَ﴾ مبتدأ، ﴿إلا﴾ أداة حصر، ﴿ذِكْرٌ﴾ خبر المبتدأ، ﴿لِلْعَالَمِينَ﴾ صفة لـ ﴿ذِكْرٌ﴾، والجملة في محل النصب حال من فاعل ﴿يقولون﴾.
التصريف ومفردات اللغة
﴿ن وَالْقَلَمِ﴾ والقلم: ما يكتب به، وعن بعض الحكماء: قوام أمور الدين والدنيا بشيئين: القلم والسيف، والسيف تحت القلم ولولا القلم.. لما قام دين، ولا صلح عيش، كما مرّ. ﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾؛ أي: وما يكتبون. والسطر: الصفّ من الكتابة ومن الشجر المغروس، ومن القوم الوقوف. ﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢)﴾ والجنون: شيء حائل بين النفس والعقل، وجنّ فلان إذا أصابه الجن أو أصاب جنانه أو حيل بين نفسه وعقله، فجن عقله ذلك. ﴿غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾؛ أي: غير مقطوع، يقال: منه السير إذا أضعفه، والمنين: الضعيف. ﴿فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥)﴾ يقال: أبصرته وبصرت به: علمته وأدركته، فإن البصر يقال للجارحة الناظرة ولقوة القلب المدركة، ولا يكاد يقال للجارحة: بصيرة. ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)﴾ المفتون إما اسم مفعول بمعنى المجنون، أو مصدر بمعنى الفتون، وهو الجنون كالمعقول بمعنى العقل. والمجنون: هو من لا يفرق بين ما يضره وينفعه، فيحسب التفسير نفعًا والنفع ضرًا، والضال كذلك.
﴿بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ ﴿ضلّ﴾ أصله: ضلل بوزن فعل، أدغمت اللام الأولى في الثانية، وقوله: ﴿المهتدين﴾ فيه إعلال بالحذف، أصله: المهتديين بياءين: الأولى لام الكلمة، والثانية ياء الجمع، حذفت حركة الياء الأولى للتخفيف فسكنت فحذفت لالتقائها ساكنة مع ياء الجمع الساكنة. ﴿فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨)﴾ أصله: تطوع، نقلت حركة الواو إلى الطاء، فسكنت فالتقت ساكنة مع آخر الفعل المجزوم لدخول الجازم، وهو ﴿لا﴾ الناهية، فحذفت الواو لذلك. ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ﴾ من الإدهان، والإدهان في الأصل مثل التدهين، واشتقاقهما من الدهن، لكن جعل عبارة عن الملاينة وترك الجد. وقال الليث: الإدهان: اللين والمصانعة والمقاربة في الكلام. وقال المبرد: يقال: داهن الرجل في دينه، وداهن في أمره إذا