يقتضي رفع حكم اللفظ، كما هو فمن الأوّل قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً﴾، ومن الثاني قوله: "لأفعلن كذا إن شاء الله، وعبده عتيق وامرأته طالق إن شاء الله.
﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ﴾ قال الراغب: الطوف: الدوران حول الشيء، ومنه: الطائف لمن يدور حول البيت حافظًا كما مرّ، وأصله: طوف قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. وقوله: ﴿طَائِفٌ﴾ فيه إعلال بإبدال الواو همزة، أصله: طاوف أبدلت الواو همزة حملًا للوصف على الفعل في الإعلال.
﴿وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ جمع نائم، وأصله: ناوم من نام ينام، وأصل نام: نوم قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، وأصل ﴿نَائِمُونَ﴾ على هذا: ناومون أبدلت الواو همزةً حملًا للوصف على الفعل في الإعلال. والنوم: استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد إليه، أو أن يتوفَّى الله النفسَ من غير موت إلى آخر ما تقدم. ﴿فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠)﴾ فعيل بمعنى مفعول؛ أي: كالبستان الذي صرمت ثماره بحيث لم يبق فيها شيء. ﴿فَتَنَادَوْا﴾ أصله: تناديوا قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت الألف لالتقائها ساكنة بواو الجماعة. ﴿أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ﴾ أصله: اغدووا، حذفت حركة الواو لام الكلمة للتخفيف فلما سكنت وبعدها واو الجماعة الساكنة حذفت لام الكلمة، فوزنه: افعوا. قال الراغب: الحرث: إلقاء البذر في الأرض وتهيئتها للزرع، ويسمى المحروث حرثًا، قال تعالى: ﴿أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ﴾. ﴿وَغَدَوْا﴾ أصله: غدووا، قلبت الواو الأولى ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت الألف لالتقائها ساكنة بواو الجماعة، فوزنه: فعوا. ﴿مِسْكِينٌ﴾ والمسكين: هو الذي لا شيء له، وهو أبلغ من الفقير. ﴿عَلَى حَرْدٍ﴾ الحرد: المنع عن حدة وغضب، يقال: نزل فلان حريدًا؛ أي: ممتنعًا عن مخالطة القوم، وحاردت السنة: منعت قطرها، والناقة: منعت درّا، وحرد: غضب. وفي "المختار": حرد قصد، وبابه: ضرب، وقوله تعالى: ﴿عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾؛ أي: على قصد وقيل: على منع، والحرد بالتحريك: الغضب. وقال أبو نصر صاحب الأصمعيّ: هو مخفف، فعلى هذا بابه: فهم. وقال ابن السكيت: وقد يحرك، وعلى هذا بابه: طرب، فهو حارد وحردان. ﴿قَادِرِينَ﴾ إما من القدرة، وهو الظاهر، وإما من التقدير وهو التضييق، أي: مضيقين علي المساكين.


الصفحة التالية
Icon