قرأ ﴿سَلْهُمْ﴾ بدون همزة. و ﴿الزعيم﴾ بمعنى القائم بالدعوة وإقامة الحجة عليها. قال الراغب: قوله: ﴿زَعِيمٌ﴾ إمّا من الزعامة؛ أي: الكفالة أو من الزعم بالقول، وهو حكاية قول يكون مظنة للكذب. وقيل للمتكفل والرئيس: زعيم للاعتقاد في قولهم: إنه مظنة للكذب. ﴿فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ﴾ أصله: فليأتيوا استثقلت الضمة على الياء فحذفت فلما سكنت حذفت لالتقاء الساكنين وضمّت التاء لمناسبة الواو. ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ والساق فيه إعلال بالقلب، فالألف فيه منقلبة عن واو، أصله: سوق، وساق الشيء: أصله الذي به قوامه كساق الشجر وساق الإنسان كما مرّ.
﴿وَيُدْعَوْنَ﴾ أصله: يدعوون بوزن يفعلون، قلبت الواو لام الكلمة ألفًا لتحركها بعد فتح ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ فيه إعلال بالنقل والتسكين والقلب، أصله: يستطوعون نقلت حركة الواو إلى الطاء فسكنت إثر كسرة فقلبت ياء حرف مدّ. ﴿تَرْهَقُهُمْ﴾ والرهق: غشيان الشيء الشيء. ﴿ذِلَّةٌ﴾ يقال: ذلَّ يذلّ ذلا بالضم، وذلة بالكسر وهو ذليل يعني: خوار. ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ يقال: استدرجه إلى كذا إذا استنزله درجة درجة حتى يورطه، واستدرجه إلى كذا: قربه إليه ورقاه من درجة إلى درجة وجعله يدرج على الأرض. قال الخطيب: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ﴾؛ أي: سناخذهم بعظمتنا على التدريج لا على غرّة في عذاب لا شك فيه. ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ قال بعضهم: الكيد: إظهار النفع وإبطان الضر للمكيد. وفي "المفردات": الكيد ضرب من الاحتيال، وقد يكون محمودًا ومذمومًا، وإن كان يستعمل في المذموم أكثر، وكذلك الاستدراج والمكر. ولكون بعض ذلك محمودًا قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾، قال بعضهم: أراد بالكيد العذاب والصحيح: أنه الإمهال المؤدّي إلى العذاب انتهى. وفي "التعريفات" الكيد: إرادة مضرّة الغير خفيةً، وهو من الخلق: الحيلة، ومن الله: التدبير بالحق في الخلق كما مرّ ﴿وَهُوَ مَكْظُومٌ﴾؛ أي: مملوء غمًّا وكربًا. قال الماوردي: والفرق بينهما أن الغم في القلب، والكرب في الأنفاس. وقيل: مكظوم: محبوس، والكظم: الحبس، قال المبرد: إنه المأخوذ بكظمه، وهو مجر النفس، ويقال: كظم السقاء إذا ملأه وشدَّ رأسه. ﴿لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ﴾ والنبذ: إلقاء الشيء وطرحه لقلّة الاعتداد به، والعراء: الأرض الخالية من الأشجار. قال الراغب: العراء: مكان لا سترة فيه، والهمزة فيه مبدلة من ياء أصله: العرا، أبدلت الياء همزة لتطرفها إثر ألف زائدة، كما تقدم أنَّ ذلك


الصفحة التالية
Icon