وجملة ﴿لَيْسَ﴾ في محل الجرّ صفة ثانية لـ ﴿عذاب﴾، أو حال من ﴿عذاب﴾، لأنّه تخصّص بالوصف. ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ متعلق بواقع؛ أي: واقع من عنده ومن جهته، أو متعلق بـ ﴿دَافِعٌ﴾ بمعنى ليس له دافع من جهته إذا جاء وقته. ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾ صفة للجلالة، ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ﴾ فعل مضارع وفاعل، ﴿وَالرُّوحُ﴾ معطوف على الملائكة من عطف الخاص على العام، والجملة الفعلية مستأنفة، ﴿إِلَيْهِ﴾ متعلق بـ ﴿تَعْرُجُ﴾. ﴿فِي يَوْمٍ﴾ جار ومجرور متعلق بمحذوف دلَّ عليه ﴿وَاقِعٍ﴾؛ أي: يقع العذاب بهم في يوم، أو متعلق بـ ﴿تَعرُجُ﴾، ﴿كَانَ مِقْدَارُهُ﴾ فعل ناقص واسمه، ﴿خَمْسِينَ﴾ خبره، ﴿أَلفَ سَنَةٍ﴾ تمييز خمسين، وجملة ﴿كَانَ﴾ في محل الجر صفة لـ ﴿يَوْمٍ﴾ ولكنها سببية.
﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (٩) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (١٠)﴾.
﴿فَاصْبِرْ﴾ ﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة؛ لأنّها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت ما ذكرته لك، وتدبّرت فيه وأردت بيان ما هو اللازم لك.. فأقول لك: اصبر. ﴿اصبر﴾ فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمد، والجملة في محل النصب مقول لجواب (إذا) المقدرة، وجملة (إذا) المقدرة مستأنفة. ﴿صَبْرًا﴾ مفعول مطلق، ﴿جَمِيلًا﴾ صفة ﴿صَبْرًا﴾. ﴿إِنَّهُمْ﴾ ناصب واسمه، ﴿يَرَوْنَهُ﴾ خبره، والضمير لـ ﴿عذاب﴾، ﴿بَعِيدًا﴾ مفعول ثان؛ لأنّ الرؤية علميّة. وجملة ﴿إنّ﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. ﴿وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله، ومفعولان، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها، داخلة في حيّز الخبر. ﴿يَوْمَ﴾ ظرف متعلق بمحذوف تقديره: يقع بهم العذاب يوم تكون السماء كالمهل، أو متعلق بـ ﴿قَرِيبًا﴾. ﴿تَكُونُ السَّمَاءُ﴾. فعل ناقص واسمه، ﴿كَالْمُهْلِ﴾ خبره، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿يَوْمَ﴾، ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (٩)﴾ معطوف على الجملة السابقة، مماثلة لها في إعرابها، ﴿وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (١٠)﴾ فعل وفاعل ومفعول به ثان، والأوّل محذوف تقديره: شفاعته أو نصره. والجملة في محل الجر معطوفة على جملة قوله: ﴿تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ﴾.
﴿يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤)﴾.