في ذهن السامع.
ومنها: تقديم الجار والمجرور على الفعل إفادة للاختصاص الدال على أن محافظتهم مقصورة على صلاتهم، لا تجاوز إلى أمور دنياهم.
ومنها: فعلية الخبر، فتفيد الجملة الاسمية الدوام والاستمرار. وتفيد الجملة الفعلية التجدد مع الاستمرار. وهذا نمط عجيب انفرد به كتاب الله تعالى.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخيّ في قوله: ﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨)﴾.
ومنها: إيراد لفظ ﴿كُلُّ﴾ في قوله: ﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ﴾ إشعارًا بأن من آمن منهم بعد قولهم هذا، وأطاع الله ورسوله حق له الطمع، وتعميمًا للردع لكل منهم كائنًا من كان ممن لم يؤمن.
ومنها: تنكير ﴿جَنَّةَ﴾ إشعارًا بأنهم مردودون من كل جنة، وإن كانت الجنان كثيرة.
ومنها: توصيفها بنعيم إشعارًا بأن كل جنة مملوءة بالنعمة، وأن من طرد من راحة النعيم، وقع في كدر الجحيم، كما مرّ جميع ذلك.
ومنها: الكناية الفائقة الرائقة في قوله: ﴿إنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ﴾، فإنّه كناية عن المنيّ القذر مع النزاهة التامّة في التعبير، وحسن الإيقاظ والتذكير بألطف عبارة وأبلغ إشارة.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: ﴿كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾، وفي هذا التشبيه تهجين لحالهم الجاهلية، وتهكّم بهم بذكر جهالتهم التي اعتادوها من الإسراع إلى ما لا يملك نفعًا ولا ضرًّا، وتعريض بسخافة عقولهم، وتسجيل عليهم بالجهل المشين، حيث أسرعوا إلى عبادة من لا يستحق العبادة.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
* * *


الصفحة التالية
Icon